السجود للمسيح – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday April 27, 2017 478

السجود للمسيح – المطران بولس (بندلي)

في هذا الأحد الأول من الصوم الأربعيني المقدس، ترفع الكنيسة الإيقونات المقدسة مكرمة إياها وساجدة للرب يسوع المسيح الإله المتجسد لأجل خلاص جنس البشر وهاتفة: “لصورتك الطاهرة نسجد أيها الصالح مستمدين مغفرة زلاتنا أيها المسيح إلهنا، لأنك إرتضيت أن تصعد بالجسد على الصليب لتنجي جبلتك من عبودية العدو، لذلك نهتف إليك بشكر لقد ملأت الكل فرحاً يا مخلص إذ أتيت لتخلص العالم”.

نعم أيها الأحباء، نسجد لإيقونة السيد الرب يسوع المسيح وإذ نفعل ذلك، لا نسجد لخشب أو مادة ما بل للرب نفسه الذي تنازل إلينا وتجسد لكي يشاركنا طبيعتنا البشرية وإذ هو الإله الذي قبل الدهور فبالتزامه لجسدنا دعانا الى تقديس هذا الجسد البشري الذي نلبسه. والصورة البشرية التي ظهر لنا إلهنا فيها إنما هي الصورة الطاهرة من أدناس الخطيئة التي يدعونا فيها أن ننقي ذواتنا من كل خطيئة ساعين الى الجمال الأساسي الذي خلقنا فيه الرب الإله، والحامل للقداسة التي فيه.

ولذا نتابع صلاتنا السجودية قائلين: إننا نستمد منه مغفرة زلاتنا التي هي كثيرة ولكننا نلتمس بحرارة أن يغفرها كونه مصدر كل عطية صالحة وهل هنا أهم من هذه النعمة الإلهية التي تنقينا من كل خطيئة إذ أن ثقتنا ترتكز على كلامه لنا: “لم آت لأدعو صديقين بل خطأة الى التوبة” وقد أعلن النبي أشعياء قصده عندما قال: إن كانت خطاياكم حمراء كالقرمز فأنا أبيضها كالثلج.

ونؤكد إيماننا بإلهنا المتجسد الذي إرتضى أن يصعد بالجسد الذي أخذه على الصليب بغية منحنا الخلاص من عبودية العدو أي الشيطان الذي يحاول بشتى طرقه المحتالة أن يسقطنا في الخطيئة. فإن نبتهل الى الإله المصلوب من أجلنا أن ينهضنا معه ويحررنا هكذا من الخطيئة التي تستعبدنا ويحطم قيودها.

وهكذا ننتصر بقوته، شاكرين بفرح القيامة التي نسعى إليها، مخلصنا ومخلص العالم أجمع له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 16 آذار 2008
العدد 11

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share