العمى الحقيقي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 28, 2017 566

العمى الحقيقي – المطران بولس (بندلي)

عندما استمعنا الى مقطع الإنجيل المقدس الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك الذي هو الأحد الأخير للفصح المقدس، إننا نتساءل وجدانياً من هو الأعمى الحقيقي؟ هل هو هذا المولود أعمى الذي لا يستطيع الطب البشري أن يشفيه. لكن الرب بكلمته العزيزة، حقق ما هو مستحيل وفتح عينيه؟ أم هم اليهود المتشبثون في ضلالهم الذي يعميهم، فلا يقبلون أن يعترفوا بالحقيقة، ولذا يفضلون أن يبقوا في عماهم، رافضين الشفاء الذي يمنحهم إياه من أتى ليخلص العالم من عماه.

أيها الأحباء كم هي كبيرة تلك القساوة التي تملأ أذهان البشر إذا ما نظروا الى الأمور الجارية حولهم وحللوها فقط على أسس حساباتهم الشخصية التي تضع مصالحم الخاصة في تحليلهم للأمور كي يستغلوا حتى الوصية الإلهية “كحفظ السبت” ليضللوا الناس ويحجبوا عنهم رحمة الإله القدوس. فنحن مدعوون أن ننتبه ونسهر لكي نستطيع أن نقول مع المزمور الخمسين: “قلباً نقياً اخلق فيَّ يا الله” متذكرين الكلمة الإلهية: طوبى لأنقياء القلوب لأنهم “يعاينون” الله.

فيا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أعطنا بنعمتك قلباً نقياً يجدده فينا روحك القدوس الذي نتوق اليه كي يحل علينا فيخلصنا من “العمى الذي تملأ غشاوته قلوبنا البشرية، إشفنا يا رب وارحمنا وارحم عالمك. بدِّد الظلمة التي تهدد رؤيتنا للأمور وقوّنا لكي ننتصر على ظلمة هذا الدهر. أيها السيد المحب البشر إجعل نورك في حياتنا كي نتمكن أن نعاين النور الإلهي الذي لا يغرب أبداً ولا يعروه مساء كيما نتمكن أن نتقبل في حياتنا السؤال الذي وجّهته للأعمى الذي وهبته الشفاء فقلت له: “هل تؤمن بابن الله”؟ فكونك فتحت عينينا لن نجيبك “من هو ياسيد”؟

لكن نصرخ إليك بعفوية حب أنت أحببتنا به أولاً: “أؤمن يا رب” قارنين الإعتراف الشفوي بالسجود لك أنت الإله القدوس فاتح عيني الإنسان، لك الكرامة والسجود مع أبيك وروحك القدوس الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 1 حزيران 2008
العدد 22

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share