تجديد حياتنا – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 28, 2017 725

تجديد حياتنا – المطران بولس (بندلي)

هذا الأحد الذي هو الأول بعد عيد الفصح المقدس نسميه الأحد الجديد، ولا بد أن تكون هذه التسمية دعوة لكل إنسان منّا أن تتجدد حياته في الرب يسوع الذي أعلن قائلاً “ها إنني أجعل كل شيء جديداً” (سفر رؤيا يوحنا).

نعم أيها الأحباء جداً في الرب، نحن كبشر ضعفاء، معرضون أن نقع في فساد الخطيئة المسببة للموت والتي أصلاً تشوّه عطية الله في حياتنا، إذ انها تشوه صورته المتلألئة فينا فتدفعنا الى ظلمة القبر. ولكننا بعد أن ارتضى إلهنا القدوس البريء من كل خطيئة أن يذبح طوعاً من أجلنا ومن أجل خلاص العالم سافكاً دمه الإلهي على الصليب، وارتضى بموته ودفنه الاختياري أن يدخل ظلمة القبر ويقضي على الموت وينهضنا معه لأنه “غالب الموت” لذلك تمكننا أن نصرخ مع بولس الرسول “لا بد للفاسد أن يلبس عدم الفساد، وللمائت أن يلبس عدم الموت”، وهكذا تأكدنا أننا مدعوون الى الحياة الجديدة المتلألئة “بفيضان المسيح من القبر الذي به نتشدد”.

أيها الأحباء، هل نبقى أسرى في العتاقة الناتجة عن إنساننا القديم الفاسد بالخطيئة، أو نقبل أن نلبس الإنسان الجديد المتجدد على صورة خالقه الذي هو النور من النور الساطع على الدوام في ظلمة حياتنا.

الدعوة وجهت إلينا عندما فصل الإنجيلي يوحنا في المقطع الذي سمعناه يوم الفصح المقدس بين “الظلمة التي لم تدرك النور الذي سطع فيها ولذلك بقيت في حلاكتها”، وبين اولئك الذين قبلوا النور فأعطاهم “أن يكونوا أبناء الله الذين لم يكونوا نتيجة لحم أو مشيئة رجل بل من الله ولدوا”، ولذلك أنار نور الله حياتهم فجددها لأنهم لم يصدّوا هذا النور الإلهي ولم يرفعوا حاجزاً أمامه.

أيها الأحباء، دعاؤنا أن يجعل الله نور قيامته من بين الأموات مشعاً في حياة البشر أجمعين، دعاؤنا من أجل الجميع أن يجعلنا الله مشاعل حية لنوره الأزلي، وأن يجدد حياتنا بقيامته المجيدة وأن يبدد ظلمة دروبنا البشرية كي تتجدد حياتنا كاملة فنمجد إلهنا القدوس المبارك الى أبد الدهور. آمين.    

نشرة البشارة

الأحد 4 أيار 2008
العدد 18

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share