حضور الرب – المطران بولس (بندلي)
في إنجيل هذا اليوم المبارك، حضر الرب الى جانب بركة كان ينتظر حولها العدد الكبير من المرضى لكي ينالوا شفاء من مائها المحرك من قبل ملاك الرب، وبينهم هذا المخلع المطروح الى جانبها الذي لم يكن قادراً على التحرك ليلقي نفسه فيها، ولم تمكنه الأنانية البشرية أن يستعين بأحد يساعده في الحصول على مبتغاه فبقي في مكانه هذه الفترة الطويلة من الزمن.
ولكن الرب الشافي لكل مرض وسقم، مرّ بشخصه ولم يعبر عن المخلع المسكين، إلتفت إليه، وأمره بكلمته الإلهية أن يقوم ويحمل سرير أوجاعه، وهكذا منحه الشفاء التام.
أيها الأحباء، في وسط آلامنا وأوجاعنا في بلدنا الحبيب، لن نيأس، إن معونتنا هي من عند الرب القريب من المنسحقين القلوب! الله معيننا، لن يتركنا، ولن يترك بلدنا يحترق، لن يتخلى عنّا نحن صنع يديه.
لنذكر كيف لم يتخلى عن المخلع، ولم يدر له ظهره متجاهلاً إياه كما فعل الناس.
لنذكر ربنا الناهض من بين الأموات، والظاهر لتلاميذه الخائفين الى أبعد حد القائل لهم “لا تخافوا، إني أنا هو الذي احتملت الآلام والتعذيبات من أجل خلاص البشر، ولكنني عبرت فيها وانتصرت على الموت نفسه وها أنا أمامكم ليس شبحاً تخافونه ولكني غالب لموت الأحقاد وواهباً إياكم سلاماً لا يستطيع أحد أن ينزعه منكم”.
وكان الرب سبق وقال لتلاميذه قبل الآلام الخلاصية التي إحتملها “ثقوا فقد غلبت العالم” فغلبته هذه على الشر، غلبة أكدها بانتصاره على الموت ألدّ أعداء الإنسان. لذلك نحن مدعوون أن تتشدد وتتقوى قلوبنا بالرب نفسه الذي نتكل عليه وحده والذي يعطي الإنسان رحمة تجاه أخيه الإنسان الآخر، وهكذا يحفظ كرامته التي أعطاه إياها الله، إذ يتذكر كلمة الله القدوس في كتابه المقدس: “كونوا رحماء كما أن أباكم السماوي رحوم”، له الكرامة والسجود الى الأبد. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 18 أيار 2008
العدد 20