كيف نستقبل المسيح؟ – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 28, 2017 516

كيف نستقبل المسيح؟ – المطران بولس (بندلي)

في هذا العيد الحاضر المطل على الأسبوع العظيم المقدس، نطرح على أنفسنا هذا السؤال: كيف نستقبل الرب يسوع الآتي الى الآلام الطوعية لأجل خلاص العالم أجمع؟

هل نحن مستعدون أن نستقبله كالاطفال الأبرياء الحاملين لسعف النخل، والناس البسطاء الذين فرشوا ثيابهم تحت أقدامه قابلين إياه “كملك وديع”، وليس كما تصوره رؤساء الكهنة اليهود والكتبة كرجل جبار على حسب فهمهم آتياً لكي ينزع منهم سلطتهم على البشر، على حسب ظنهم، فتآمروا على قتله ليس فقط هو بل أيضاً لعازر الذي أقامه من بين الأموات؟

أيها الأحباء، إن التجربة الكبيرة التي نتعرض لها دوماً هي تجربة العظمة الزائفة الباطلة! يخيل لنا إننا يجب أن نكون “كباراً” ولكننا كثيراً ما نتكل على وسائل بشرية لا تستطيع في النهاية إلاّ أن تحجمنا. إن ابتعادنا عن الله الذي نتج عنه حتماً رفضنا الإنسان الآخر الذي وضعته العناية الإلهية في طريقنا لكي ننموا معاً ونصل هكذا الى ملء قامتنا الحقيقية الكاملة التي خلقنا الله لكي تتحقق فينا كلنا، فهذا النمو المدبر للإنسان منذ خلقه، إذا شئناه أن يتحقق في حياتنا، فيجب أن ننتبه الى الإله الذي تجسد من أجلنا ورافق حياتنا كلها، وها هو آت فيحتمل الآلام من أجل الجنس البشري، فإذا رفع على الصليب المعد لقصاص الإنسان، يجذبنا إليه جميعاً كما أعلن هو ذلك، وإذا قبلنا أن نرتفع معه على “الصليب”، الذي صلب عليه رب المجد، ينهضنا من جاذبية الأرض ويضمنا بعضنا بعضاً الى بعض مؤكداً لنا تجدد خليقتنا بالدم المهراق لأجل نجاتنا من كل خطايانا.

فنحن إذاً مدعوون أن نستقبله كمخلص لنا من التقزم المميت الذي سببته خطيئتنا، فلنصرخ إليه مع الأطفال الأبرياء “أوصانا (أي خلصنا)، أنت يا من تأتي الى الآلام الطوعية لأجل إنقاذنا، أنت المبارك والممجد الى أبد الدهور. آمين.   

نشرة البشارة

الأحد 20 نيسان 2008
العدد 16

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share