قل كلمة لا غير – المطران جورج (خضر)

mjoa Monday June 26, 2017 372

قل كلمة لا غير – المطران جورج (خضر)

«قلْ كلمة لا غير». هذا ما قاله قائد المئة الذي جاء يطلب الشّفاء لفتاه. هذا عرف أنّ كلمة يسوع تشفي. ليس الكلام البشريّ هو الذي ينفع. الكلام كلام أي أنّه هواء يتلاشى. واحدًا كان الكلمة، المسيح وحده كلمة الله. ليس أنّه حكى حكيًا لكنّه مات موتًا. ونحن في الكنيسة نجتمع لنسمعه يقول هذه الكلمة المحيية، الإنجيل، لكي بها نشفى فتصبح فينا حقيقة فعّالة.

centurionكلّ جماعة تشاء أن تبني لنفسها كنيسة تتقدّس فيها، يكون لها المعبد وكأنّه سماء هابطة عليها. الحجارة التي تنصبها، إن هي إلاّ رموز، هي رمز قلوب تتراصّ حول المسيح الكلمة وأفكار ترتفع إليه. هي سماء يحملها مَن شاء وإله يستنزله مَن أراد إلى العرش الحقّ الوحيد الذي هو قلب الإنسان.

الإنسان لا يصعد إلى الله إلاّ لكون الله قد قال كلمته، أي أنّه قد نزل إليه. مَن لامسه الله بنعمة وعطف كريم، فهذا ابن الله، وهذا ساكن في الملكوت، وهو تاليًا منتصب في السماء، مُسمَّر على عرش الله، عن يمين القدرة.

الأشياء العظيمة لا تظهر، الأشياء الكبيرة يكتبها الله بيده، في فكر، وهي أعظم من التاريخ وأكبر من كلّ ما يتحدّث عليه العظام.

العظام، الأعظمون، ليسوا بالضرورة أولئك الذين تذكرهم الكتب. المرأة التي ترعى أولادها، والشابّ الذي يكافح في سبيل طهارته، والإنسان الذي يتوخّى الصدق، هؤلاء كلّهم أعظم من التاريخ.

الملكوت الإلهيّ، أمنيات البشريّة في توقها إلى الأفضل. أمنيات الملكوت هذه تتحقّق قبل كلّ شيء في الناس. والناس يموتون، والناس يمرضون، والإنسان ينهار. الحقيقة فينا، التي سكبها يسوع وأطلقها، هذه الحقيقة لا تموت.

نحن نكتب كلمة الله في قريتنا وفي مدينتنا، إن عرفنا أن نجاهد في سبيله، في سبيل تلك الحقيقة التي وضعها في نفوسنا. ولذلك فنحن حقيقة منصوبة في صميم الوجود يترجمها الوجود كلمة.

لسنا مدعوّين إلى أقلّ من هذا، الله افتدانا ليجعلنا لنفسه كلمات تحيا ونفوسًا تكافح وحقيقة تبلغ ذرى السماء.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رعيتي

2 تموز 2017

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share