اسهامات مبدعي أنطاكية خرجت من الرفوف وحطت رحالها في أمسية” بالله يا أنطاكية”.
٢٩ حزيران ٢٠١٧
والبطريرك يوحنا العاشر من الكاتدرائية المريمية_دمشق” لا نعير بقلة عددنا، بل نوسم بفرادة دورنا”.
” أردناها غيضا من فيض أريج أفاحه بعض من عظماء أنطاكية، أردناها وميضا من المر بحلاوة أنغامه وأشعاره وضوعا من يراع المطران عطالله وعبقا من عذوبة الرحابنة وريحانا من تراث أنطاكية البلمند. أردناها عبيرا من حلاوة حمص وحبها لقديسيها وطيبا من عذوبة شعر المطران أبيفانوس ونفحة سامية من تراتيل كنسية وأناشيد وطنية فاض بها في آن معا أناس من خيرة أعلام أنطاكية”.
كلمات اختصرت عنوان أمسية كورال الكنارة الروحية التي حملت عنوان” بالله يا أنطاكية”، واجتمع اعضاؤها في عيد الرسولين بطرس وبولس تحت كنف الكاتدرائية المريمية في العاصمة السورية دمشق لتسطر ما اغنى به عباقرة الايمان المستقيم الرأي الكنيسة الأرثوذكسية عامة والأنطاكية خاصة.
الأمسية التي اقامتها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بقيادة الشماس ملاتيوس شطاحي وبمشاركة الأوركسترا بقيادة المايسترو اندريه المعلولي حضرها عدد من المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة من مختلف الكنائس في سورية وفعاليات رسمية ومؤمنين ضاقت بهم أروقة الكاتدرائية وسط شاشات عملاقة نقلت التراتيل والترانيم بالصوت والصورة ليفوح منها عبق التاريخ.
بعد النشيد الوطني السوري وكلمة ترحيب وتعريف القتها نينا صعبية، توالى على الكلام كل من الأب د. يوحنا اللاطي ود. جوزيف زيتون وابرز ما جاء على لسانهما:” رغم كل دمار آلم كنيستنا الأنطاكية وضرب بلدنا الحبيبة سورية وتمركز في دمشقنا الياسمينية، نأتيكم اليوم مكرمين مؤسسي كرسينا الانطاكي الرسولي، هامتي الرسل بطرس وبولس في يوم عيدهما، مقدمين لكم كورال الكنارة الروحية مرنمين على وقع عباقرة اللحن الأنطاكي. لقد عاشت كنيسة أنطاكية في ايقاع الالوهة منذ أكثر من ألفي سنة، ناظمة صلاتها شعرا وادبا مسبوكين في موسيقى فاتنة، أنجب رحمها الموسيقي الى الوجود مئات الوجوه الفذة يوميا وحديثا”.
اذا، وعلى مدار ساعة ونصف خرج الصوت الى الوجود وولد شعور جديد في الروح حتى بلغ الكمال واكتملت معه خلق الروح بموسيقى التراتيل والترانيم التي توجتها أمسية” بالله يا انطاكية”.
كلمة غبطة البطريرك يوحنا العاشر القاها الوكيل البطريركي الأسقف افرام معلولي طغت على الحدث الأنطاكي واطلت على المؤمنين في عيد مؤسسي الكرسي الانطاكي القديسين بطرس وبولس. “اطلت عليهم بشذى من تاريخ هذه الأرض وبعبير من عصارة قلب أنطاكية، اطلت لتؤكد ان انطاكية تاريخيا هي أنطاكية سوريا وعاصمتها التاريخية وهي مدينة الشرق الاولى وثالثة مدن العالم الروماني القديم بعد روما والاسكندرية”.
البطريرك يوحنا قال:” نجتمع اليوم لنغرف من مبدعي أنطاكية شيئا من شهد عسلهم بلسموا به القلوب والأذهان. نجتمع لنضرب قياثير عشقنا لتراثها واعلامها ولننفخ رماد الزمن المتكدس فوق شرار روحهم، لنجلو ما جادت به اشعارهم وأنغامهم وما خطه يراع قلبهم عشقا لأرض وانتماء لكنيسة وحبا لحياة وتجذرا في مشرق دمغوه دوما باسم أنطاكية.
وتابع، صلاتنا اليوم بقلب كل مرنم وعازف من ابنائنا من اجل سوريا وسلامها ولبنان واستقراره ومن اجل كل بقعة في هذا الشرق الجريح الذي يئن تحت وطأة ما يحدث ارهابا وعنفا وتكفيرا وخطفا. صلاتنا من اجل اخوتنا المخطوفين كل المخطوفين ومنهم اخوانت مطرانا حلب بولس ويوحنا.”
وأضاف غبطته” نحن ابناء أنطاكية مشتولون في هذه الأرض التي فيها انغرس صليب ربنا وغرس فينا وفيها بذور قيامته. لا نعير بقلة عددنا، بل نوسم بفرادة دورنا. في دمنا تجري مياه هذا الشرق وفي قلبنا تحفق وهاده وجباله. نحن لا نتغنى بحبنا لأرضنا وحسب بل وبعتاقة واصالة واستمرار الوجود”.
وتوجه البطريرك يوحنا الى الكورال والاوركسترا بالقول:” نهنئكم ونهنىء انفسنا بكل ما سمعناه منكم من انضباط وتوافق وانسجام. واتوجه اليكم بالدعاء والبركة مهنئا قائد الكورال الشماس ملاتيوس شطاحي واعضاءه فردا فردا. ولا أنسى قائد الاوركسترا السيد اندريه المعلولي وكل اعضائها الذين اسمعونا الكلمة منسوجة بأوتار آلاتهم. وأشكر ايضا كل وسائل الاعلام التي نقلت امسيتنا صوتا وصورة مع كل الجنود المجهولين الذين سهروا لتخرج هذه الأمسية الى النور، واثمن عاليا كل جهد بذلوا لتخرج اسهامات مبدعي انطاكية من الرفوف ومتون الكتب الى الأسماع والقلوب مرددا:” بالله يا انطاكية. ألا نعود ثانية
فالشوق أبكى قلبنا. بكل نار حامية.
بالله يا انطاكية. يا روح قلب سامية.
فلقد وهبت رومانوسا. بيراعه المتسامية.
ويوحنا ذا ابن دمشقك. بردى يسبح جاريا.
تيهي انضاعا واذكري. خلجات نفس جاثية.
فلنصدحن بملئنا. ايهي أيا انطاكية”.
تقرير: ليا عادل معماري_دمشق