أحد المصالحة والغفران – الأب نكتاريوس مخول

الأب نكتاريوس (مخول) Monday February 19, 2018 684

أحد الغفران

هذا هو الأحد الرّابع من آحاد التّهيئة للصّوم والأخيرُ فيها . ها هو يضعُنا أمام القريب لكي نقبِّله قبلةَ المحبّة ولندخُل الصّومَ فرحين متصالحين مع الله والقريب .
هذا الأحد هو لحظةُ العودة إلى الله لأنّنا نغفرُ للنّاسِ خطاياهم فيأتينا غفرانُ اللهِ لخطايانا ، هو يوم المصالحةِ مع الرّب .
بدايةُ صومِنا ، بالغفران للقريب والمسامحة. فالمصالحةُ تفوقُ محبَّة الذّات والكرامات، “فإن غفرتم للنّاس زلّاتهم يغفر لكم أبوكم السّماويّ، وإن لم تغفروا للنّاس زلّاتِهم لا يغفرُ لكم أبوكم أيضًا زلّاتكِم .”
إنّ ربّنا لم يُعلّق على أيّة طلبةٍ في الصّلاة الربّانيّة سوى هذه الطّلبة، أي حتميّة أن نغفرَ للنّاس لكي يُغفَر لنا وليستجيبَ لصلواتنا، فنكونَ مقبولين أمَامه بالغفران.
سنتصالحُ مع الله بالغفران للقريب والمسامحة، فمن السّهل أن نُساعد فقيرًا ونحن إلى إنسانٍ غريبٍ. ولكنّ الأصعبَ هو أن نُسامحَ الانسانَ القريب. والمصالحةُ هي المحبّة ، إنّها برهانٌ أنّنا وضَعنا القريبَ فوق بعض ممتلكاتِنا وفوق كرامتِنا .
فرَبطُ الغفران بالصّوم حسبَ الانجيل المقدّس، هو أسلوبُ حياةٍ، فالصّوم ليس وُجهة نظرٍ قانونيّة، أي ماذا يجوز أكلُه أو ما لا يجوز .
الصّوم هو نظامٌ للجسد وللفكر. ونحن نُدخله بهذين النّظامين لنجمعَ لأنفسِنا الكنوزَ السّماويّة الحقيقيّة، ومن هذه الكنوز العلاقةُ الحسنةُ مع إخوتِنا البشر عن طريق أعمال الرّحمة .
يُشير القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم الى أسلوب الحياة هذا بأنّه “سُبل التوبّة الخمس”، وهذه السّبل هي : إدانةُ الخطايا الذاتيّة، غفرانُ خطايا الآخرين ، الصّلاة ، عملُ الرّحمة ، والتّواضع . فحياتُنا هي جهادٌ لنحيا الكنوزَ السّماويّة . أعمالُنا هي نتيجةُ السّماويّات، فأبونا السّماويّ يتقدّس اسمه بهذه الأعمال فتُصبح الأرضُ سماءً ويَملِكُ الله على الكلّ ويكون المسيحُ هو شبَعُنا فتُغفَر زلّاتُنا وننعمَ بأحضان الآب السّماويّ ونفرحَ كما فرح الابنُ الضّال.
الأب نكتاريوس مخّول

67 Shares
67 Shares
Tweet
Share67