اذهبن وبشّرن

نشرة رعيتي Tuesday April 17, 2018 1118

هذا هو أحد حاملات الطيب، النساء اللواتي كنّ يهتمّنّ بيسوع طيلة السنوات الثلاث التي قضاها على الأرض يبشّر بالإنجيل. وقد شاءت الكنيسة المقدّسة في فترة الفصح أن نهتمّ، أحدًا بعد أحد، بجانب من جوانب القيامة، بمعنى من معانيها حتّى نغنى بها ولا نبقى فقراء.

اليوم تعود بنا الكنيسة إلى ما حدث من بعد الصلب وعند فجر الأحد. تضع أمامنا صورة هذا الرجل الطيّب يوسف الراميّ الذي من مدينة الرامة الذي كان مشيرًا، كما سمّاه الإنجيل وهو يعني عضوًا في مجلس الشيوخ، المجلس اليهوديّ الذي كان يجمع عقلاء الأمّة وهو المجلس الذي حكم على السيّد بالموت. ولكنّ يوسف لم يشترك في المؤامرة.

اجترأ ودخل على بيلاطس فيما كان الرسل فارّين. أن يكون الإنسان مع المسيح في أيّام الضيق شيء مُتعب، مكلف. وليس فقط في أيّام الضيق إذ يبدو أنّ معظم الذين يسمّون أنفسهم مسيحيّين ليسوا كذلك. هل يقول أيّ مسيحيّ، في البيئة التي نعيش فيها إنّه متمسّك بإنجيل يسوع، بكلّ وصايا يسوع؟ إنّه ليس مع العنف، أو مع القتل؟ هل يقول أيّ تقيّ بيننا لأولاده إنّه مع الإيمان، مع طهارة السلوك؟

يوسف الراميّ كان جسورًا ودخل في القلّة. كان يمكنه أن يكون مع الأكثريّة، مع النافذين، مع الذين لا يخسرون شيئًا، مع الذين عندهم القوّة، ولكنّه جعل نفسه مع القلّة، مع الذين لا يريدهم المجتمع، مع قلّة خائفة.

ثمّ عند الصباح، صباح الأحد، جاءت النسوة البارّات وعلى رأسهنّ مريم المجدليّة، وهي التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين، كما ورد في إنجيل لوقا. مريم المجدليّة شفاها السيّد في بدء بشارته وكانت مع بعض النساء سمّاهنّ لوقا الإنجيليّ، تنفق من أموالها على الجماعة، على الاثني عشر لأنّهم كانوا متجوّلين وكثيرًا ما كانوا بلا مورد.

ما كانت النساء يعرفن أنّ يسوع سيقوم. ربّما أخبرهنّ التلاميذ أنّ السيّد تنبّأ بموته وبقيامته، أو ربّما لم يخبروهنّ. ما كنّ يفتّشن عن القيامة. كنّ فقط مطيّبات لجسد يسوع حسب الطريقة اليهوديّة القديمة، حتّى جاء الملاك يقول: لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات؟ ليس هو ههنا، إنّه قد قام.

نحن نطلب الحياة الأبديّة دائمًا. ليس عندنا أموات. مَن مات لم يمتْ. مَن مات عاش. مَن بقي مائت، مائت بأحزانه، مائت بيأسه، مائت بالخطيئة. وأمّا الذي انتقل فقد كفّ عن الخطيئة. لماذا نطلب الأحياء بين الأموات؟

ثمّ قال الملاك للنساء: اذهبن إلى الجليل، إلى شمال البلاد. موت السيّد وقيامته حدثا طبعًا في أورشليم، في الجنوب. قال الملاك اذهبن إلى الجليل فهناك يلقاكنّ الربّ، وهناك يلقى تلاميذه. الجليل كان مكان الحبّ الأوّل. التلاميذ كانوا جليليّين. كانوا من البلاد المحيطة ببحر طبريّا وهناك عرفهم ودعاهم ونقلهم من الصيد إلى إنجيله. بعد أن كشف لهم طريق الموت والقيامة وأنّه هو المحبّة الكبرى، أراد أن يجمعهم إلى صدره هناك في الجليل حتّى يطلقهم منه إلى العالم. ذهبوا إليه وجدّدوا ولاءهم له.

المطران جاورجيوس

نشرة رعيتي

22 نيسان 2018

160 Shares
160 Shares
Tweet
Share160