كلُّ الأيادي ارتفعت تضرعاً إلى الاله ِوالنداءاتُ اجتمعت لتطرقَ باب السماءِ
ترجو المخلِّص القبولَ لا ردَّ النداءِ
وإذ بالكنائس تتحَّدُ في دقِّ الأجراسِ
أهي الأجراس في سباقٍ أم هي الأيادي؟
تسارعت الشفاه مع الأكفِّ تهليلاً لقبول الرجاءِ.
فهنيئاً لنا بالذي من عند الآب هو آتي.
لأجلك ستسجدُ القاماتُ للرب في نفس الزمانِ.
فتتلو القلوبُ بدلَ الشفاهِ بالشكر والأمتنانِ.
ولن نوقف السجودَ حتى يأذنَ لنا الربُّ بالقيامِ.
عيدُ القيامةِ هو عيدُ الأعيادِ.
فالسيّدُ قام من القبر ثالث الأيامِ.
واليوم بمجيء الجليل اثناسيوس أصبح لنا عيداً ثاني.
حتى الورود خجلت مذ عرفت القادمَ ألاَّ تليقَ بتعطير الأنسامِ
فهنيئاً لكِ ياأرض مدينتي بالذي خطا ومشي فوق ترابكِ
فالذي جاءنا حمل من المسيح لنا رسالة السلامِ
ضجَّت مدينتُنا فرحاً من الصباح حتى المساءِ
أتت الجموع ووقفت الحشود ثم وصلت الوفود من كل الجهاتِ
وعلى قرع الطبول وعزف الألحانِ مشيت واثق الخطواتِ
لما دخلت الكنيسة وقف الجميع للتأهيلِ والأكرام ِفقُرعت الأجراسُ وعلت زغاريدُ النسوةِ وتصفيقُ الرجالِ
فالجميعُ فرحٌ بصاحب الغبطة وقلوبهم تنادي مستحقاً ياأيها المرسَلُ لنا من السماءِ.
ماهذا الموكبُ الرهيبُ وماأجملَ زفَّةَ الاستقبالِ
ماهذه الطلَّةُ البهيَّةُ وماهذا النور الآتي!
أخجلتَ ضوء النهارِ فولَّ وبوجهك أضأْت عتمة المساءِ
أهو نورٌ عاديٌّ؟أم انه أتي من شعلة القيامةِ
لحظة رأيناكَ ياسيدي روت عيناك كلّ الحقيقة فأدمت عيونُ وقلوبُ من أوقعتهم حيلُ الشيطانِ
وكأنك شهدتَ ولادة المسيحِ
سمعتَ الكلمة وبشَّرت بالتعليمِ
سرتَ خلف المعلَّم وكنت وقت التسليمِ
حضرتَ الصلبَ وشعرت بعذابات الصليبِ
رأيت موت المسيح وشاركت بالتكفينِ
ِأبصرتَ القبر فارغاً وشهدت قيامة المسيحِ
فنعمة الرؤيا رفعتك فوق الأثيرِ
ليرى الجميعُ أن زمن المعجزات لم ينته ولا زمنَ الأعاجيبِ
مباركةٌ سيامَتكَ وهنيئاً لنا بكَ وطوبى لمن حملتكَ في الأحشاءِ.
فمنذ سمعنا الموعظة جثونا ساجدينا لنسأل السؤالَ.
يا أبانا الذي لبَّيتَ النداءَ من أرسلتَ لنا؟
أبشراً عادياً مثلنا؟ أم نورانياً اتضع كثيراً حتى ساوانا؟
فأتانا الجوابُ إنه من عاش مع المسيحِ لكنه اليومَ وافانا….
بقلم رحاب عيسى موسى