أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس هو مناسبةٌ نتأمل فيها بعُمقِ جِراحٍ تَراكَمت عِبرَ تاريخ الكنيسة وما تزال تحفر فيها ونعيشها إلى اليوم. فنلتقي معًا ونصلّي علّ الصلاة تكون لنا توبةً إلى ما يفرح الربّ بوحدة كنيسته. نأسف معًا لانقسامات أحزنت مسيحنا راجين، في الوقتِ نَفسِهِ، أن يلهمنا الرّوح إلى ما يمدّ كنيسته في العالم كنيسةً واحدة كما “هو واحد”.
“العمل المسكونيّ في أزمة”، كلامٌ يتردّد، يعكس حقيقة الواقع ولأسبابٍ قد تتعدّد وتختلف. رُبَّ قائل بأسباب مالية، أو بأخرى تعود إلى عدم قناعة بعض الكنائس بجدوى هذا العمل، أو إلى بذور أنانيّات تتحكّم في هذه الجماعة أو تلك. غير أنَّ هذه الأسباب جميعها، إن صحَّت، لا تغيّب توقَ المؤمنين إلى التعانق فيما بينهم والبحث عن اطلالات شهادية مشتركة يشعّون منها كنيسةً واحدة ليسوع المسيح ويرسّخون، عبرها، شهادتهم، خصوصًا في هذا الشرق، ومساهمتهم في نهضة مجتمعاته.
على هذا الرجاء نتطلّع إلى أن يثبت الاتّحاد العالميّ المسيحيّ للطلبة في دوره كإطارٍ شهاديّ فعّال في جمع شبيبة الكنائس إلى علاقات سلاميّة فيما بينها، ترتكز على المحبّة الانجيلية وإلى التزام مشترك للانسان وقضاياه وفي خدمة المهمَّشين والمقهورين في بلادنا والمحيط..
فَحينَ نصلّي من أجل الوحدة، نرفع رجاءنا بأن يرسّخنا الربّ في كلّ ما هو مُشترَك ويُبعدنا عن الضعفات التي تقود الى مزيدٍ من الانقسامات ونُودع شخوصَنا الدائم إلى كنيسةٍ واحدةٍ في عهدة مَن، وحده، ينير العقول والقلوب ويهديها إلى مكامن الحقّ والاستقامة.