كلمة الشباب في لقاء الشبيبة مع غبطة البطريرك يوحنا العاشر في التليل- عكّار

Julia Moussaoumay Monday May 13, 2019 782

المسيح قام حقا قام
لمّا كانت حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة خيار التزام النّهضة في كنيسة المسيح، وجدنا أنفسنا كشباب، وبوعينا لكينونتها، مصانين من ازدواجيّة الانتماء، ومن التلهّي في قشور المؤسسة، وخطر انغلاقها على نفسها، فيما الحاجة إلى الثبات في جسد المسيح، من خلال الليتورجيا، والخدمة، بهدي تعليم الآباء وتراث الكنيسة.
تعلّمنا الكنيسة أنّ يسوع هو الجوهر، ودون الجوهر لا نفع لأيّة بهرجة، وكم من الأهازيج اليوم تقام باسمه ولا يكون حاضرًا فيها. حتّى في الأبعاد الأسراريّة لمملكته يغيّب، ويستعاض عنه بالمظاهر الاحتفاليّة، وتنجرف مجتمعاتنا صاغرة أمام وحش الاستهلاك القاتل.
نعم يا صاحب الغبطة،
نعم يا صاحب السّيادة،
نعم أيّها الإخوة الأحباء،
إنّنا نشهد اهتمامًا بالغًا بالقشور، وإهمالًا مخيفًا للجوهر، فماذا نفعل كشباب؟ أنكتفي بالمعاينة؟ أنكتفي بالتنظير والكلام والوعظ؟ أم علينا حمل صليب الشّهادة لنقدّم النّموذج المختلف في كلّ شيء.
أوَ يكون صليبنا صليب شهادة إن لم نكن غسَلة أرجل لأحبّة المسيح؟ إن لم نصُن أنفسنا في الوظيفة مثلًا عن الفساد وقبول الرّشوة ومخالفة القوانين؟ إن لم نعتمد معيار الكفاءة في تولّي المسؤوليّات، إن لم نرفض ظلم النّاس واستعبادهم ومصادرة حقوقهم؟ أويمكننا حقّا أن نكون مسيحيّين إن لم نكن أبناء الحريّة؟
نحن نعلم أنّ التّحدّيات كثيرة، ونشهد أنّ لنا في هذه الأبرشيّة المحروسة بالله ملاك يسهر بحكمته ورعايته لأجل خير الخراف النّاطقة، ولسان قلبنا يطلب إحفظ يا ربّ سيّدنا ورئيس كهنتنا باسيليوس الجزيل الاحترام إلى أعوام عديدة. نحن نعلم درب المؤمن ليست مفروشة بالورود، ولكنّنا ملزَمون أن نفرشها بالرّجاء، فاحمل يا صاحب الغبطة وجع عكّار وشبابها وشيبها بين يديك المتضرّعتين.
إحمل يا صاحب الغبطة حرمان هذه البقعة المنسيّة في لبنان، حيث لا جامعة وطنيّة مجّانيّة للشّباب ولجيل الفقراء وهم الأغلبيّة السّاحقة، لا فرص عمل للخرّيجين، لا رعاية صحيّة، ولا اهتمام بالبنى التّحتيّة… وتطول القائمة وكلّنا في الحرمان واحد. فهل من سبيل لتدخّل الكنيسة في تقديم منح للمتفوّقين مثلًا؟ في تخفيض الأقساط الجامعيّة والمدرسيّة، في المساعدات المدرسيّة؟ فكيف نترجم اليوم قول الرّبّ للرّسل “أعطوهم أنتم ليأكلوا”؟
حفّز الشّباب يا صاحب الغبطة ليقبلوا صليبهم بفرح، ليحملوه بشجاعة، عساهم يذوقون مع أحبّة المسيح طرفًا من حلاوة النّسائم الملكوتيّة، ويعوا أنّ وحدّة الكنيسة يجب أن تبقى قضيّتهم الأولى، ويبقى الأسقف في كلّ أبرشيّة رمز وحدتها دون سواه، وتبقون يا صاحب الغبطة الهامة الأنطاكيّة الضّامنة لوحدتها وشهادتها واستقامة كلمتها.
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق صاحب الغبطة يوحنّا العاشر الكليّ الورع، ببركتكم نستزيد ونتقوّى، ومنكم نتعلّم كيف نواجه هذا الدّهر القاسي، فصلابتكم في مواجهة القتل والخطف والتشريد وخلاف الأخوة وخطر الانقسام وتشويه الإيمان، علّمتنا أنّنا بيسوع قادرون على كلّ شيء.
إحملنا في صلواتك يا صاحب الغبطة، ودُمتَ نسر الحقّ في سماء لتستطع شمسنا دومًا إيمانا لايخيب.
مع خالص المحبّة والشّكر والامتنان.

165 Shares
165 Shares
Tweet
Share165