أقامت لجنة الإرشاد في الأمانة العامّة لقاءً صيفيّاً حول المرافقة والتلمَذة في دير مار ميخائيل في سهيلة من يوم الخميس 11 الى يوم الأحد 14 تموز 2019. شارك في اللّقاء 35 مرشدًا ومرشدة من أُسَر الإستعداديّين والثانويّين والجامعيّين والعاملين من مراكز دمشق، حماه، حمص، حلب، البترون ، عكّار، جبل لبنان وطرابلس.
ابتدأ اللّقاء نهار الخميس مساءً بألعاب تعارف أَلغَت المسافات بين المشاركين وزرعت جوّاً من المحبّة والألفة بينهم.
في هذا الجوّ من الموَدّة والأخوّة، وخلال يومَين متتاليَين، تناول الحاضرون موضوع المرافقة والتلمَذة من جوانب عديدة. فقد درسوا، في البداية، طريقة تقديم النقد البنّاء مع الأخ أندريوس نعيمة، ثمّ انتقلوا الى مفهوم المرافقة والتلمَذة في الكتاب المقدّس من خلال أعمال الرسل 17: 20-38 مع قدس الأب إيليّا متري الّذي شرح، من خلال النّص، كيف يكون المرافِق قدوةً، يلتزم خدمَته للكلمة دائماً بتواضع وصبر حتى يصبح المرافَق أيقونةً للرّب. بعدها تعلّموا نماذجًا من الحوار والمرافقة في العهد الجديد مع الأخوَين نقولا لوقا وحميد دبس اللّذين شدّدا على متطلّبات المرافقة والتلمذة وخصوصيّاتها ثمّ قابلوها مع تقنيّات التواصل الحديثة اليوم. وفي جلسة أخرى، استعلموا مع الأخوَين عماد حصني وإيلي كبّة عن أخطاء المرافقة وأفخاخها والمحاذير التي يجب التنبُّه إليها مثل الخلط بين كلمة الله والآراء الشخصيّة، الوقوع في التعلّم غير المتجسّد أو الواقعيّة السطحيّة، عدم تمييز فرادة الأشخاص، إمّحاء هويّة المرافَق وغيرها…مستندين إلى نصوص لسيادة المتروبوليت جورج خضر ومقاطع من كتاب مدرسة الصلاة للمطران أنطوني بلوم وأخرى للأمّ غفرئيلا. أمّا المبادىء العلميّة للمرافقة المتمركزة حول الشخص التي تهدف الى تعلّم le “savoir-etre” ou le “savoir devenir” وليس إلى “savoir faire” ، فقد تمّ بحثها ومناقشتها مع الأخ جورج معلولي والأخت زينة أبو الروس بأسلوب ممتع يعتمد على jeu de rôle، بالإضافة الى دراسة المعوّقات التي تعترض عمليّة المرافقة والتلمذة. وختام الفقرات الدراسيّة كان موضوع الرؤية الأرثوذكسيّة للشخص مع الأخ جورج معلولي من خلال قراءة وتأمّل فصل “سِرّ الوجه” من كتاب الشّخص. إضافة إلى جلسة دردشة مع الأمين العام، الأخ فادي نصر عن مبادىء المرافقة ومتطلّباتها.
تخلّل هذا اللقاء سهرات ثقافيّة ترفيهيّة مميّزة وهادفة أضفت جوًّا من المرح والتنافس بين المشاركين، هذا بالإضافة إلى زيارة سيّدة لبنان في حريصا.
وفي النهاية، تتوّج اللّقاء بمشاركة جميع الأخوة في الكأس الواحدة في القدّاس الإلهيّ في كنيسة القديس نيقولاوس في بلّونة.
والجدير ذكره، أنّ المشاركين في هذا اللقاء تميّزوا بروح المرح والجديّة والإلتزام والنضج وحسّ المسؤولية الواجب توفّرهم في كلّ مرشد، ما يعطي الأمل والرجاء أنّ هذه الرؤية للمرافقة والتلمَذة ستُنقَل إلى جميع الأخوة في الفروع كي تستمرّ المسيرة.
وتعقيبًا على هذا اللقاء، نورد شهادة أحد الإخوة المشاركين في اللقاء: جوني نصّار من مكز عكّار:
خيّم “تجدّد أو تبدّد”
رسالة شكر إلى القيّمين على المخيّم، الأمين العامة والأمانة العامة.
ليست المرّة الأولى التي أشارك بها في دورات إرشاديّة إن كانت في الفرع، المركز أو الأمانة العامّة، لكنّها المرّة الأولى التي أشارك بها في دورة لم تنتهِ ولن تنتهي في المدى القريب، حيث خاطبتني وجوه الإخوة وأصابت قلبي بالصميم، فهذا الأخير بات مشدوداً إليهم بعد أن التقى بقلوب تحمل همّ الحركة ولا تخنقها هموم الحياة، تحمل هواجس شباب الكنيسة بيَد وبالأخرى تملك الإيمان والمحبّة كسلاح، تحمل نيرالرّب والحِمل معه وعنده خفيف.
للمرّة الأولى أعود للمنزل بعقلي وعلى أوراقي أحاديث، مناقشات، معلومات زوّادة لا تنتهي أتطلّع لتطبيقها بحماس. للمرّة الأولى أعود للمنزل، أتطلّع بشوق إلى مطالعة ٦ كتب بتدقيق بعد أن درسنا منها أجزاءً مع الإخوة مناقشةً وعرضاً.
للمرّة الأولى أعود للمنزل، مندهشًا، متعجّبًا، أيوجد من هو قادرعلى خطفنا إلى مكان آخر (قدس الأب ايليا متري – د. جورج معلولي- الأخ جورج عرموني- الأخ نقولا لوقا- الأخ حميد الدبس- الأخ فادي نصر – الأخ عماد حصني – الأخت ندى الحداد – الأخت زينة أبو الروس – الأخ إيلي كبّة)، وفي كلّ جلسة أستذكرهم، أتذكر كلماتهم، نصائحهم….
للمرّة الأولى أعود للمنزل مدانًا بأنني أهملتُ نفسي كثيراً بالمقارنة مع الإخوة كمعلومات وأسلوب ومواهب جمّة انطلاقاً من الشروحات مروراً بالمناقشات وصولًا إلى الإصغاء وطول البال.
للمرة الأولى أعود للمنزل بفرح دون تعب.أ
شكركم من قلبي، فإنني كُنت عطشاناً وسقَيتموني.