(متّى ١٣: ٥٥)
»أليس هذا هو ابن النجّار؟«(١).
نعم هذا هو ابن النجّار: الربّ يسوع بكلّ واقعه الأرضيّ-الإنسانيّ في المكان والزمان… والارتباطات الأرضيّة… نشكر للربّ أنّه متجسّد في الأرض. إنّها الواقعيّة الروحيّة: نحن كما نحن أيضًا… بكلّ واقعنا ووضعنا الشخصيّ والعائليّ والبيولوجيّ، بنوع دمنا… كما نحن، حيث نحن، بكلّ ما نحن… التواضع غير خياليّ بل واقعيّ كلّ الواقعيّة، التواضع أن أعرف ذاتي وأن أتطابق مع ذاتي…
ينبغي عدم الهروب. نحن لا نستطيع أن نذهب إلى اللَّه، بل اللَّه هو يأتي إلينا… إنّها روحانيّة متجسّدة… روح اللَّه هو الذي يحلّ… يملأ كلّ شيء… كلّ محاولة عكسيّة تساوي قلقًا ويأسًًا وجنونًا…
الهروب بالنسك… بالصلاة… بمجرّد توالي الأيّام والساعات نسمّيه صبرًا: نَعم، لا بُدّ من الجهاد، من الخروج من رتابتنا… ولكنّ الانتظار هو الأساس العميق (تعال يا ربّ)، إذ يأتي منه الخلق… هو خَلَقَ… »تعال أيّها الربّ يسوع«.
في الواقعيّة والخيال: اللَّه نفسه لم يُرد أن يكون كلّ شيء مثاليًّا، بل خلق العالم، ليحتمله.
يجب احتمال بعضنا بعضًا… مثلاً احتمال الترتيل غير المرتّب. لا نستطيع أن »نَحُوش« كلّ شيء على ذوقنا…
إذًا، لنكن نحن كما نحن، كالأطفال في كلّ واقعنا، مُقيمين في قلب محبّة اللَّه…