«الإيمان الحقّ»

mjoa Saturday July 25, 2020 191

في نهاية القدّاس الإلهيّ، نرتّل: «قد وجدنا الإيمان الحقّ». وهذا يعني أنّ هناك إيمانًا باطلاً غير الإيمان الحقّ. والإيمان الباطل هذا يتوفّر بين «المؤمنين»، بل منتشر جدًّا بشكل يكاد يكون عامًّا بينما هم يظنّونه إيمانًا.
فالإيمان ليس أن نعرف اللَّه ونؤمن بوجوده، فالشيطان أيضًا يعرف ذلك…
الإيمان أن نؤمن ونؤمّن، أن نومّن لمن نؤمن به.
المسيح يقول: «عندما تصلّون، آمنوا بأنّ ما تطلبونه تنالونه» (مرقس ١١: ٢٤)، وبترجمة أخرى «قد نلتموه».كم هم الذين يصلّون بهذا الإيمان؟ أين هم المسيحيّون؟ أين الإيمان؟ الإيمان الحقّ.
عندما نقول في نهاية القدّاس إنّنا قد وجدنا الإيمان، نكون قد استعرضنا، بل قد عشنا سرّ المسيح كلّه، أي حياته وفداءه، تجسّده وصلبه وقيامته، أي حنانه وحبّه الجنونيّ وسلامَهُ، أي سرّ الخلاص، الخلاص من كلّ ما هو شرّ وتحوّله إلى خير، من الخطيئة والمحن والمرض والفشل وما إلى ذلك وتحويل كلّ شيء إلى خير، وإلى مدعاة للشكر والفرح والسلام.
كم نحن، والمسيحيّون إجمالاً، بعيدون وغريبون عن ذلك. نصلّي في ضيقاتنا ونبقى مقيمين فيها، نصلّي في عجزنا ونبقى في عجزنا، نصلّي في يأسنا ونبقى في يأسنا. كأنّ المسيح لم يأتِ ولم يَقُم ولم يقل: «تعالوا إليّ، يا جميع المتعبين، وأنا أريحكم» (متّى ١١: ٢٨).
ولكن، رغم ذلك كلّه، تبقى رحمته العظمى والغالبة بالنتيجة، لأنّ «اللَّه أكبر»… ويبقى، هنا وهناك، قطيع صغير مكرّس بنعمة الربّ يسوع وبقوّة اسمه القدّوس للصلاة من أجل خلاص العالم. لأنّ «الغلبة التي بها غُلب العالم إنّما هي إيماننا» (١يوحنّا ٥: ٤).

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share