الدخول إلى الهيكل

mjoa Saturday July 25, 2020 110

في عيد دخول السيّدة إلى الهيكل تنشد الكنيسة وتقول: إنّ العذراء «تدعونا الآن للدخول معها». وهذه دعوة لنا جميعًا… دعوة كي ننتقل في حياتنا مع اللَّه من الصعيد الخارجيّ إلى الصعيد الداخليّ… إلى الهيكل… لنصير كما صارت هي هيكل اللَّه… وإلاّ نكون في حياتنا مع اللَّه «خارج الطبخة».
فإنّ بعض الآباء يقولون صراحة إنّه علينا أن نلد المسيح كالعذراء، وهم يقصدون بذلك طبعًا ولادة روحيّة.
وبولس الرسول يقول: «ألا تعلمون أنّ جسدكم هو هيكل الروح القدس، فمجّدوا اللَّه بأجسادكم وأرواحكم التي هي للَّه» (٢كورنثوس ٦: ١٩ و٢٠).
والكنيسة تصف هذا الهيكل الإلهيّ، إلى جانب كونه «مسكنًا وعرشًا إلهيًّا لسيّد الكلّ»، بأنّه «نذر للربّ» و«هديّة للَّه» و«محرقة طاهرة» و«ذبيحة حسنة القبول» و«ضحية وبخور مقبول» و«حجرة متنفّسة»، وبأنّ العذراء «عفيفة بريئة من كلّ عيب» و«كلّيّة النقاوة».
وكأنّ هذا التعداد للشروط ينبغي أن نحقّقها للدخول مع العذراء إلى الهيكل…
إذ لا بدّ، كي ننتقل حقًّا إلى هذا الصعيد الداخليّ من أن نرضخ أوّلاً وكلّيًّا لمشيئة اللَّه كالعذراء، ولا نضطرب في المهمّات الخارجيّة كمرتا، بل نسجد كمريم عند قدمي المسيح ونسمع كلامه… وأن نكون ممّن يسمعون كلام اللَّه ويحفظونه. كما كانت مريم العذراء «تحفظ هذه الأمور كلّها في قلبها».
وقبل كلّ شيء علينا أن نتحلّى بتواضع العذراء كما يتّضح بتشديدها عليه في نشيدها كلّه: «تعظّم نفسي الربّ وتبتهج روحي باللَّه مخلّصي. لأنّه نظر إلى تواضع أمته فها الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي عظائم واسمه قدّوس ورحمته من جيل إلى جيل على الذين يتّقونه. صنع عزًّا بساعده وشتّت المتكبّرين بذهن قلوبهم… حطّ المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين… أشبع الجياع بالخيرات وصرف الأغنياء فارغين.. عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمته كما قال لأبينا إبراهيم ولنسله إلى الأبد…».
ولذا نحن نصرخ بعد كلّ آية مكرّرين: «إيّاك نعظّم»…l

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share