«اللَّه محبّة» (١يوحنّا ٤: ٨ و١٦)

mjoa Saturday July 25, 2020 167

«اللَّه محبّة»… «ليس أنّنا أحببنا اللَّه بل هو أحبّنا»… «ونحن عرفنا وصدّقنا المحبّة التي للَّه فينا»… «هو أحبّنا أوّلاً»… «أنظروا أيّة محبّة أعطانا الآب حتّى نُدعى أولاد اللَّه»… «بهذا قد عرفنا المحبّة أنّ ذاك وضع نفسه من أجلنا»…
هذا يعني أنّ اللَّه يحبّنا… ويحبّنا كيانيًّا… وحبًّا غير مشروط… وقد برهنه بإرساله ابنه يسوع المسيح الذي أفرغ ذاته وازدُرِي به وتألّم وصلب… وتعاليم الحياة النسكيّة كلّها ترمي إلى الوصول إلى الاتّحاد باللَّه.
هذه هي ميزة «ديانتنا»، إذا جاز القول… فأين نحن منها؟
هل نحسّ بأنّ اللَّه يحبّنا ونعيش هذه المحبّة؟ عندما أصلّي هل أعي وأحسّ بأنّ اللَّه يحبّني؟ أيًّا كنت؟ وبأيّة حالة كنت؟ (عشّارًا، أو ابنًا شاطرًا، أو لصًّا، أو أبرص، أو امرأة زانية…؟)


هل موقفنا في الصلاة دائمًا أنّنا خطأة ومحبوبون معًا؟
بولس الرسول يقوم كلّ جهاده العظيم على ذلك، إذ يقول: المسيح «الذي أحبّني وبذل نفسه من أجلي»…آلام الشهداء الكثيرة والمتنوّعة لا تفسّر إلاّ بهذا… وكذلك سيرة القدّيسين جميعًا…
صلواتنا وطقوسنا هل ننتبه إلى أيّ مدى محبّة اللَّه لنا مسجّلة فيها؟
«هلمّ واسكن فينا» هل ممكن أكثر من ذلك؟ «يا ربّ ارحم» المتكرّرة كثيرة ومعناها العميق أنّ اللَّه يحوينا بموجبه في أحشائه لمحبّته… مع تكرار عبارات «الجزيل الرحمة» و«المحبّ البشر» وغيرها وغيرها… بل كلّ طقوسنا بأناشيدها وأقوالها بُنيتها المحبّة.
والقدّاس الإلهيّ الذي هو شكر على تدبير خلاص اللَّه ومحبّته لنا…
وشركة القدّيسين: فنحن لسنا وحدنا بل ضمن شركة القدّيسين، أي جسد المسيح الذي نحن أعضاء فيه…
وهل نحسّ بأنّ اللَّه يريد، إذا تجرّأنا على القول، أن يُتكئَنا على صدره ويغمرنا؟
لكن غالبًا ما يكون كلّ هذا المرحلة الأخيرة في حياتنا الروحيّة، وهو مشروط، حتمًا، بالجهاد الطويل والصبر وإفراغ الذات والتنقية الداخليّة الكاملة…
وإلاّ فإذا استبقنا الأمور وحاولنا أن نعيش هذا قبل أوانه، فتسكننا أفعى، فتتأكّلنا، وتميتنا، كقول القدّيس إسحق السوريّ…
فلنكتف أن نصلّي إلى اللَّه من أعماق ضعفنا، ونترك الأمر لرحمته التي لا حدّ لها، آمين…

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share