يحقّ لنا بل يجدر بنا أن نتساءل: هل سنستأهل يومًا لأن يخاطبنا الربّ يسوع قائلاً «يا بنيّ»… كما خاطب المفلوج؟
كان «مفلوجًا يحمله أربعة» أي كان عاجزًا عن التحرّك، عاجزًا كلّيًّا… موضوع شفقة.
«وكشفوا السقف وبعدما نقبوه دلّوا السرير إلى قدّام يسوع»: حركة الحياة لديه كانت مرتبطة بآخرين يؤدّونها، وهو شبه مائت…
أمام هذا الوضع البائس اليائس الأقصى وغير القابل للإصلاح، تحنّن يسوع وقال له: «يا بنيّ»… متعطّفًا عليه هذا التعطّف الفريد…
فإذا صرنا إلى مثل هذه الحالة (وهذا وارد جدًّا، بخاصّة لمن يعيشون حياة روحيّة صادقة وجدّيّة). فإنّ يسوع الإله الفادي المتحنّن والمحبّ البشر، الإله المحبّة، لا يستطيع إلاّ أن يتحنّن علينا، بتحنّنه الكثير الحلاوة، ويقول «يا بنيّ»…
لكنّ هذا بالدرجة الأولى في الحالات الروحيّة، وهي الأهم نسبة إلى مصيرنا، إذ يقول: «يا بنيّ مغفورة لك خطاياك»، مع أنّه عاد وقال للمخلّع: «قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك»… فبيّن بذلك «أنّ لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا»… وأنّه تاليًا اللَّه…
فاللَّه هو شفقة، ومن ليس عنده شفقة يبقى غريبًا عن اللَّه ولا يعرف اللَّه، كما يقول القدّيس إسحق السوريّ…
فليتنا نحسّ في العمق، ونعرف عجزنا وشقاءنا ومفلوجيّتنا (فكلّنا في الهوا سوا)، ونرتمي بين يدي يسوع فادينا، حتّى نستأهل شفقته قائلاً «يا بنيّ مغفورة لك خطاياك»…
إذ لا سلام ولا حلّ للإنسان بالنتيجة في غير ذلك.
«فيا ربّ القوّات، طوبى للإنسان الذي يتّكل عليك» (مزمور ٨٣: ١٢).