«جدّد فينا روحًا مستقيمًا»

الأرشمندريت إلياس مرقص Monday August 17, 2020 166

الأرشمندريت إلياس مرقص

 

«رجل اسمه حنانيا… باع ملكًا واختلس الثمن… وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل» (أعمال ٥: ١- ٢).

ذلك «لأنّ كل ّ الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت، كانوا يبيعونها، ويأتون بأثمان المبيعات، ويضعونها عند أرجل الرسل، فكان يوزّع على كلّ واحد كما يكون له احتياج».

إنّ «الاختلاس من الثمن» أمر وارد جدًّا، في الواقع، سواء كان على الصعيد المادّيّ أو الماليّ أو (لا سيّما) على الصعيد الروحيّ والأخلاقيّ.

وربّما لذلك ترتّل الكنيسة في أحد أناشيدها: «جدّد فينا روحًا مستقيمًا».

ومن يعرف ذاته، بدقّة، يعرف أنّه كثيرًا ما «يختلس من الثمن».

لا سيّما الرهبان أو الملتزمون مبدئيًّا بالحياة مع الله… فيخضعون أساسًا ومبدئيًّا لأصول ولطريقة حياة ويخالفونها في الواقع. «فيختلسون من الثمن» ولا يسلكون باستقامة (غلاطية ٢: ١٤).

وهذا، في الواقع، أكثر من كذب: إنّه كذب حياتيّ… كذب الحياة… فحياتنا تكون كذبة.

وهذا ممقوت لدى الله المستقيم والذي «يدين الشعوب بالاستقامة» (مزمور ٩٧: ٩).

وهذا عكس الله تمامًا الذي يكاد يكون اسمه المستقيم: أشعياء يناديه قائلًا: «أنت يا مستقيم» (إشعياء ٢: ٧). «قضيب استقامة قضيب ملكك» (عبرانيّين ١: ٨) والمسيح بالاستقامة يتكلّم ويعلّم (لوقا ٢٠: ٢١). وبولس يوصي تيموثاوس بأن «يفصّل كلمة الحقّ باستقامة» (٢ تيموثاوس ٢: ١٥). «إنّ سبيل الصدّيق استقامة» (أشعياء ٢٦: ٧).

علمًا بأنّي «إن كنت راعيت إثمًا في قلبي فلا يستمعَنَّ الربّ لي» (مزمور ٦٥: ١٨).

لأنّ «نسل المستقيمين يبارَك» (مزمور ١١١: ٢) و«المستقيمون يسبّحونك» (١٥: ٣) و«ما أعظم إحسان الله لمستقيمي القلوب» (مزمور ٧٧: ٣٧).

ولنكرّر دائمًا بحرارة: يا ربّ جدّد فينا روحًا مستقيمًا…

 

المرجع : مجلّة النور، العدد التاسع، ٢٠٠٥.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share