يا ربّ،
تنهال المصائب علينا من كلِّ حَدَبٍ وصَوْب.
وتتكثّف العتَمات، ويتراكم القلق، ويخبو الأمل.
تتفجّع الأمّ على فقدان ولدها، ويقلق الأبُ على مستقبل أبنائه.
متى يكفّ الشرّ والفساد والحروب والفوضى المميتة في مشرقنا المتألّم؟
متى يفنى مسلسل الدمار والخراب والأزمات والهجرات؟
إختبر أَهْلُنا هذا المسلسل المأساويَّ، وعاشه أجدادُنا. وكُتُبُ التاريخ ملأى بأحداثه منذ قديم الزمان.
ربّي،
رحماك،
حوّل ألمنا إلى فرح كما تعلّمنا من صليبك، اجذبْنا إليك وداوِ كلّ من نظر إلى العود الذي ارتفعت عليه.
حوّل قلوبنا، نحن مواطني هذه البلاد، إلى قلوب لحميّة طاهرة تسعى إلى الخير العامّ، بدّد نزعتنا الطائفيّة التي تربّينا عليها والتي علّمتنا حركتُك في الكنيسة أَنَّها نقيض الإيمان، أعطنا أن نميّز ما هو صالح لبلدنا، وحرّرنا من كل حقد وبغض وتشنّج.
أنت تريد لنا الحياةَ بوفرة، وتشاء أن تجمع بَرِيَّتَكَ كلّها كما تجمع الدجاجة فراخها، أنر لنا الطريق كي تحلّ مشيئتك على الأرض، ويبزغَ السلام وتغدوَ الأحلام ممكنةً في هذه البلاد.
سيّدي،
إن مشهد الشبيبة التي هبّت من كلّ أطراف لبنان إلى مساعدة المتضرّرين في رفع الركام وتنظيف المنازل، هو مَبْعَثٌ للرجاء.
كذلك الجسمُ التمريضيّ الذي أمضى لياليَ طوالًا في مداواة الجراح، وبعضهم من دون مقابل. والمدّربون النفسيّون والكهنة الذين اصطحبوا الرعايا التي يخدمون فيها. والأموال التي تعطى مساندة للمحتاجين، وكل تلك اللفتات المتعاطفة هي تعزية، وندًى في وسط الأتون، وتحقيقٌ لوعدك الصادق أنّك معنا الآن وكلّ الأيّام حتى نجاز الدهر.
بهذا المعنى قال مرّة المطران الكبير جورج خضر “إنَّنا مقيمون على الرجاء”. وهذا صدًى لكلمات رسولك العظيم بولس: الضيقُ ينشئُ صَبْرًا وَالصبْرُ يُنشئُ رجاءً والرجاء لا يُخزي لأنّ مَحبَّة الله قَدِ انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا.
إرأف بنا يا ربّ، خلص شعبك وبارك ميراثك. إمسح كلّ دمعة عن كلّ وجه، وامنح بقوة صليبك الفرح لقلوبنا.
رامي حصني