مجموعَة من مهندسين زراعيين أرثوذكس تنادَت، في خطوة لافتة، إلى اللقاء تحتَ عنوان مهندسون لخدمة الكنيسة.
غايتهم واحدة، وهي أن يحفّزوا بعضهم بعضًا ليتجنّدوا، بعلمهم وخبراتهم، لخدمة الكنيسة وتحديدًا لدراسة واقع أوقافها وتُربةِ أراضيها وسبُل تثميرها واستصلاحها زراعيًا واقتراح المشاريع بهذا الخصوص، وارشاد ابنائها المزارعين.
هذا ليسهل، كذلك، على الكنيسة وسط أصعب الأزمنة والأزمات إيجاد الموارد الدورية الداعمة للفقراء وبشارتها. وهُم التقوا لهذه الغاية بعض السادة المطارنة، ويتابعون لقاءاتهم.
إلى جمالِ الوجه المجّاني لمبادرتهم ونُدرته في ظلّ أسوأ الأحوال الاقتصادية والمهنية، ووسطَ ما يحوطنا من نهشٍ وأنانيات، تكتسب المبادرة أهميّة قصوى خصوصًا إنْ لاقت التجاوب والتفاعلَ المرجوّين.
“فالأوقاف”، عمومًا، هي عنوانٌ لتأزّمٍ مزمن ومفتوح يطبع العلاقة بين الادارة الكنسية وكثير من المؤمنين. ومشهد الأوقاف المتصحّر أو الجامد، عامةً، هو أحد المشاهد المؤلمة وسط تفاقم الحاجات، وأحد الأسباب التي تُغذّي غربةَ البعض عن الكنيسة، إذ تعلو شكواهم من تقصيرها في خدمة المحتاجين وعجزها عن تحقيقِ ما أوقِفَ الوَقف من أجله.
رجاؤنا أن نعي أهمية هذه المُبادرة في هذه الظروف، ونُحسِن الاستفادة مِن هذه الفرصة، مِن حماسةِ بعض الشباب المُختَصّ للخدمة، لنقتَنيَ مقاربات علمية وطروحات عملية لشؤون الأوقاف طالما انتظرناها. لعلّنا نبدأ ورشة تحريك الجمود فينا، وفي الأرض الموهوبة لفقراء الكنيسة.
على هذا الرجاء.