في رقاد الأخ ادوار لحام نستذكر هذا المقال المُفعم بالفرح والأمل والرجاء الذي كتبه في مجلة النور. كأن الأخ ادوار يخاطبنا به اليوم في ظل هذه الأوضاع الصعبة ويحثنا فيه على التمسك بالأمل الغالب والسير بأقدام راسخة:
بهجة وأمل
إن المسيحي ينتصب في وسط الحياة ويسير بأقدام راسخة ثابتة ورجاء وطيد ومحبة ملتهبة لأنه يعلم حق العلم الى أين يذهب ويرى نوراً يضيء سبيله فلا يرتبك ولا يعثر. هو كالرسول “يمتلئ تعزية ويزداد فرحاً في جميع ضيقاته”.
إن الشباب الذي يسعى الى استيطان الفرح فيه داخلياً لا بدّ أن يفيض ببهجته على من حوله فينيره وتصبح روح الفرح آلة لفتح القلوب والنفوس.
وقد تثبتنا من هذه الحقيقة في اختبارنا الحركي، اذ ترعرعنا في أوضاع طائفية مؤلمة وانفتحت أعيننا على حالة انحطاط واندثار، فلم نفقد الرجاء ثانية واحدة ولم نألو جهداً للمحافظة على تفاؤلنا. ولم ندع للتخبط والحيرة سبيلاً بل سرنا غير مكترثين للقديم، مشيدين الجديد بعزم وسرور.
ليس لنا أدنى ريب في أن الظروف الانسانية لكونها تاريخية ومحلية سوف تتبدل ولا بد من ليالٍ ثلاث في دياجير القلوب قبل بزوغ نور القيامة.
وقد عكسنا هذا النور، نور القيامة البهج على كل حياتنا فأضاءها وسوف يسعنا أن نحتفظ به في جميع حقول عملنا.
أن نحافط على ابتسامة مشرقة مدى حياتنا هذا هو المبدأ الذي لقنتنا الحركة ومثلت به شخصيتنا. وقد قال السيد المسيح” “فرحكم لن ينزعه أحد منكم”.
سيأتي يوم نقدر فيه إدراك قيمة هذه البهجة المستمرة وهذا الأمل الغالب لتعمير العائلة والمجتمع والوطن.
ادوار لحام
مجلة النور آب 1948 ، ص 144