تحتَ عُنوان “دَعوتُكَ بِاسمِكَ. أنتَ لي.” (إش43: 1) اجتمعَت فرقتا الجامعيّين في فرعَي أميون وددّه مع الأخت باتي حدّاد، مساء السَّبت الواقع فيه 9 كانون الثاني 2021، إلكترونيًّا عبر تطبيق ZOOM، حول موضوع “التَّكريس”.
بعد السَّلام والاطمئنان على أحوالِ الإخوة، طلبت الأخت باتي منهم تعريف كلمة “تكريس” أو مَن هُوَ الشَّخص المُكرَّس، واستمعت إلى إجاباتهم دُونَ أن تُعطِيَ جوابًا واضحًا.
من ثمَّ، تناوبوا على إيجاد بعض الآيات من الكتاب المقدَّس المُرتبطة بالموضوع وتفسيرها، فَتعرَّفوا من خِلالها على معنى التَّكريس: أن تَتَكرَّسَ هو أن تكون مُخَصَّصًا بالكُلِّيَّةِ لِلرَّبِّ، أي أن تَكونَ لَه في كُلِّ حَياتِكَ، أن يَكونَ هُوَ مَركزَ حَياتِكَ وَمِحوَرَها وألَّا تُوفِّرَ مَجالًا لإعلانِ أنَّكَ لَهُ فقط. التَّكريسُ هُوَ، أوَّلًا، دَعوةٌ منَ الله، ومن ثمَّ استجابةٌ مِنَّا لهذا النِّداء وإسِلامٌ له.
وقبل خِتامِ الموضوع، نوَّهت الأخت باتي بأنَّ على كُلِّ شَخصٍ أن يكتشفَ المجالَ الَّذي يتكرَّسُ فيه لِخِدمةِ الرَّبَّ، ولكنَّ هذا الأمرَ ليسَ بِالسَّهلِ، لذا عليه أن يَسمَعَ ما يَقولُهُ لَهُ الرُّوحُ مِن خِلالِ صلاتِهِ الفرديَّة ومَعَ الجماعةِ، وَمِن خِلالِ مُرشِدِه الرُّوحِيِّ، كَما علَيه أن يَختبرَ مجالاتٍ عِدَّةٍ من التَّكريسِ وأن يُصغِيَ إلى الجماعةِ القادرَةِ على لحظِ مَواهبِهِ وحَثِّه على تَفعيلها.
بعدَ ذَلِكَ، قدَّمَت الأخت باتي إضاءةً على موضوع شموسيَّةِ المَرأة، فَذكرَت أنَّ شموسيّة المرأة تعودُ إلى عهدِ الرَّسُلُ، حَيثُ نَقرأ في رَسائلِ بولس عن أُولى الشَّماسات، الشَّماسة فيبي، وقد استمرّت حتّى القرن الثاني عشر إلى أن اضمحلّت. هذا وقد كانت للشمَّاسات رتبة كنسيّة، إذ كُنَّ يُرسَمنَ ضمن طقسٍ كنسيّ. وقد كانت خدمتهنَّ آنذاك، كخدمة الشمّاس، رعائيّة، فَكُنَّ يَهتمَّنَّ بِتعليمِ الموعوظاتِ الإيمانَ وتعميدهُنّ، بالإضافة إلى رعاية الشَّابَّات والمَرضى والأرامل. كما ذكرت الأخت باتي أنَّه قد سبقَ لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة أن حَثَّت المجمَع الأنطاكيَّ المُقدَّس على إعادة إحياء هذه الخبرة في كنيستنا، نظرًا للحاجة المُلحَّةِ إليها اليوم.
وفي إشارةٍ إلى موضوع زواجِ الأُسقُفِ، ذكرت الأخت باتي أنَّه، حتَّى القرنِ السَّابعِ، كانَ بإمكانِ الأسقفِ أن يكونَ مُتزوِّجًا كما يُمكنُه أن يَكونَ مُتبتِّلًا. إلَّا أنَّ فكرةَ الأسقف المتزوِّجَ ما عادَت مُعتَمَدةً في كنيستنا نظرًا لعدَّةِ أسبابٍ برزت في التَّاريخ، منها التَّجاوزات الَّتي كان يَرتكبُها أبناء الأساقفة بِحقِّ الرَّعايا.
وفي الختامِ، تشكَّرَ الإخوة الأخت باتي على جُهدها وتودَّعوا على أمل لقاء الوجوه قريبًا إن شاء الله.