انطِلاقًا مِن أهمّيّة لقاءِ الإخوة المُرشِدين وتبادل خُبراتهم، وفي ظلِّ صعوبةِ اللِّقاءِ وَجهًا لِوَجه، عادَ والتأمَ مُرشِدو أُسَر الاستعداديّين والثانويّين والجامعيّين في مركز طرابلس، مساء يوم الخميس الواقع فيه 4 آذار 2021، عبر تطبيق ZOOM، تحت عنوان “المرافقة: نحو الحياة في المسيح”.
توزَّع المُشاركون إلى أربع مجموعات، اجتمعت كلٌّ منها على حِدةٍ معَ مُديرِين لِلنِّقاش. ضمَّت المجموعتان الأولى والثّانية مُرشِدي أُسرتَي الجامعيّين والثانويّين، فيما ضمَّت المجموعتان الثالثة والرابعة مُرشِدي أُسرة الاستعداديّين.
ابتدأ اللّقاء بالصّلاة، التَّرحيب بالإخوة المُشاركين والاطمئنان عن أحوالِهم، ومن ثمّ تعريفهم بفقرات اللّقاء المُتمحورة حول العمليّةِ الإرشاديّة.
عُرضَت أوّلًا أيقونة “تلميذَي عمواس”، فَبادرَ الإخوة الى تأمُّلِ مَراحلِ الحادِثةِ وتقديم انطباعاتِهم حولها. وقد تمَّ التَّشديدُ على الحدثِ الأبرزِ فيها، المُصوَّرِ في وسط الأيقونةِ وبِحجمٍ أكبر مِن باقي الأحداث، والّذي هو كَسرُ الخبز.
ومن ثمَّ، تَمَّت قراءةُ نَصِّ الحادثةِ بِحَسَبِ الإنجيليِّ لوقا (24: 13-33)، لينتقلَ الإخوةُ بعدَها إلى الإجابةِ عن أسئلةٍ تُسلِّطُ الضَّوءِ على مَدى ارتباطِ أحداثِ هذا النَّصِّ بِما يُمكنُ أن يَعيشَه المُرشِدُ والمُرشَدُ في علاقتِهما مع بعضِهما البعضِ ومَعَ الرَّبِّ، وبِما يُرجى أن تَكون.
في البداية، ركَّزَ الإخوةُ على حالةِ القلقِ والحَيرةِ وضَعفِ الإيمان الَّتي كانَ التِّلميذَان يُعانِيان مِنها إثرَ صَلبِ الرَّبِّ وَقِيامتِه، وكيف أنَّ الرَّبَّ يسوع، رغم معرفتِه بِدواخلِهما، تركَ لَهما الحُرّيّةَ المُطلقةَ لِيُخبراه بِنَفسَيهما عمَّا يَجولُ في فِكرَيهما ويَسمحا له، بالتَّالي، بأن يُوضِحَ لَهما. حالةُ القلقِ هذه قد تكونُ حالةَ أيٍّ منّا، لا سِيَّما خِلالَ الظُّروفِ الرَّاهنة، لذلكَ عَلينا كمُرشِدين أن نتلمَّسَ مَحَبَّةَ الرَّبِّ في حَياتِنا لِكي نتوجَّهَ، بِدَورِنا، نَحوَ المُرشَدين بالمَحبَّة، لِيتَمكَّنوا مِنَ التَّعبيرِ عَن هواجِسِهم بِحُرِّيَّةٍ، موقِنينَ أنَّ الهدفَ النِّهائيَّ هوَ إيصالُ المُرشَدِ لِلارتِماءِ بَينَ يَدَيِّ الرَّبِّ وطلبِ مَعونتِه بالدَّرجةِ الأولى.
ومن بَعدِها، أضاءَ الإخوة على أنَّ لِكلٍّ مِنَ المُرشِدِ والمُرشَدِ ضعفاته، وبِالتَّالي عليهما أن يَتقَبَّلا بَعضَهُما وأن يُصلِّيا لِبَعضِهما، ساعيَين إلى إنشاءِ علاقةِ محبَّةٍ وثقة تُخوِّلُ المُرشَدَ أن يَقبَلَ ملاحظاتِ المُرشِدِ البَّناءَةِ عندما تَدعو الحاجة. كَما أنَّ على المُرشِدِ أن يَسعى جاهِدًا لأن يَعيشَ في المسيحِ ومعه، حتَّى متى التَهبَ قلبُهُ بِحُبِّ الإله، يَشعَّ نورُ الرَّبِّ مِن خلالِهِ ويَنقلَ هذا اللَّهيبَ لِمَن حولَه.
وفي نِهاية الأسئلة، جَرى التَّشديدُ على صِفاتِ المُرشدِ، انطلاقًا مِمَّا سَبق، نَذكرُ منها على سبيلِ المثال: أن يَكونَ قُدوةً للآخَرِين بِالفعلِ والقولِ، أن يُحفِّزَ المُرشَدين لِلتَّعبيرِ عن هواجسِهم بِحُرّيّةٍ ويَتدَخَّلَ في الوقتِ المُلائمِ ساعيًا إلى قيادتِهم نحوَ الرَّبِّ. وفي ظلِّ الظُّروفِ الاستثنائيَّةِ الَّتي نَمرُّ بها، على المُرشِد أن يَفتقِدَ أعضاءَ فرقتِه، أن يُصَلِّيَ مِن أَجلِهم وأن يكونَ حاضِرًا لِمسانَدتِهم، عالِمًا بِأنَّه، بِهذا، يَستمرُّ بِشهادتِه تُجاهَ الآخَر وَيخرُجُ مِن وطأةِ الضِّيقِ الَّذي يُعانيه وَينالُ تعزياتِ الرَّبّ.
بعد ذلك، كان لا بُدَّ من تبادلِ خُبراتٍ شخصيَّةٍ عبر لُعبةٍ يختارُ فيها كُلُّ مُرشِدٍ رقمًا يَنطوي على عبارةٍ مُرتبطةٍ بقواعدِ المُرافقة والتلمذة ويُقدَّمُ خبرتَهُ فيها. وفي نهاية الِّلقاء، عُرضَ فيلم قصيرٌ يَحوي شَهادتَي حياةٍ في التَّلمذة والإرشاد لِلأخت إيرين كوتيّا بيطار والأخ طوني بيطار، اللَّذين تتلمَذا وتلمَذا آخَرين.
تَجدرُ الإشارة إلى أنَّ إدارة الجلسات أُوكِلَت إلى أعضاء اللَّجنة الَّتي أعدَّت هذا الموضوع، وهي تتألّف من مجموعة من الإخوة المُرشِدين في المركز، وهم: الياس صافتلي، إيلينا فارس، باتي حدّاد، جورج سرور، رين سعد، ندى حدّاد، نقولا بو شاهين، ونيكول طبليّة.