ببركة وحضور غبطة البطريرك يوحنا العاشر عقدت حركة الشبيبة الارثوذكسية مؤتمرها العام الثاني والخمسين في ربوع دير القديس جاورجيوس البطريركي-الحميراء.
وحضرَ الى جانب غبطته سيادة الاسقف ارسانيوس دحدل رئيس الدير وآباء كهنة. وشارك في المؤتمر وفود من كافة مراكز الحركة والأمانة العامة.
افتتح غبطته المؤتمر بالصلاة، بعدها كانت كلمة ترحيبية موجَزة للأمين العام الأخ رينه أنطون شكرَ فيها غبطته على محبّته المُحتضِنة ورعايته المستمرّة للحركة وخدمتها مسجِّلاً في ضمير الحركة المشارَكة الشخصية الدائمة لغبطته في مؤتمراتها ومناسباتها الهامّة معتبرًا هذا الأمر، الى جانب البركة، مسؤولية كُبرى.
بعدها كان حديث لغبطة البطريرك، وتوجيه، تناولَ فيه معظم القضايا والشؤون المطروحة اليوم في حياة كنيستنا.
بدايةً، رحّب غبطته بالحضور في ربوع دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي وشكر لرئيس الدير اهتمامه بالتحضيرات. ثمّ تطرّق للأوضاع العامة التي تمرّ فيها البلاد بسبب الأزمات الصحية والمعيشيّة والاجتماعية المتعددة، بالإضافة الى المشاكل والتحدّيات المتنوعة التي تواجهها الكنيسة عامة، والأنطاكية الأرثوذكسية بشكل خاص.
وعرض مع الحاضرين للهواجس والقضايا والشجون الكنسية إنطلاقاً من دور البطريرك أو الأسقف أن يكون “قاطعاً باستقامة كلمة حقك” أي حقّ المسيح.
وشدّد غبطته على عدّة تحديات تواجه الكنسية وخاصة الفساد، لأنه لا يليق بالكنيسة عروس المسيح أن تتلطخ بسواد وخطايا البشر مشدداً على الفرق الكبير بين الخاطئ والخطيئة، وكيف أن الكنيسة تشجب الخطيئة وتحتضن الخاطئ.
وعرّج على اسلوب التعاطي مع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي في بعض الأحيان، وعلى الرغم من أهميتها، والدور الإيجابي التي يمكنها أن تلعبه، إلا أنها قد تكون سبباً للتشويه والتضليل والعثرة للمؤمنين. وأن الكنيسة لم ولن تنجرّ الى التمرّغ في أوحالها وزواريبها لما فيه خير الكنيسة وخير المؤمنين.
ولفت غبطته الى عدّة مواضيع وأمراض تتفشى حديثاً في الجسم الكنسي وهي: الانتقاد والتنظير، الاستقلاليات والتحزّبات.
وعرض لخارطة طريق للتعافي، مؤلفة من ثلاث مقوّمات: أولًا، التعاضد والتكاتف على الصعيد الروحيّ والماديّ في الوطن وبلاد الانتشار. ثانيًا، الإصغاء من خلال سماع الآخر والاستشارة وتبادل الخبرات. ثالثًا، الثقة ببعضنا البعض والتي نفتقدها في الكثير من الأحيان في حياتنا الكنسية.
وكانت مناسبة استمع فيها غبطته لهواجس وتساؤلات المؤتمرين والى بعض افكارهم انطلاقاً مما تقدّم وعرضَه، مختتمًا حديثه بالتمني لجميع المشاركين التوفيق في لقائهم، طالباً من الربّ أن يباركهم وعائلاتهم وأن يشدّدهم في خدمة الكنيسة لمجد الربّ يسوع.
بعدها ناقش المؤتمر التقرير المالي، وأبرأ ذمة الامانة العامة المالية عن السنة المالية ١/١٠/٢١ ولغاية ٣٠/٩/٢٢.
وفي جلسته الاخيرة، انتخب المؤتمر الاخ ايلي كبة أمينًا عامًا للحركة، خلفًا للأخ رينه انطون الذي انتهت مدة ولايته. وبعد الانتخاب تحدّث الاخ رينه، مُعتبرًا ان الحركة ثابتةٌ في أمانتها، واختارت اليوم، أمينًا عامًا، كما كلّ الإخوة الذين رُشِّحوا في هذا المؤتمر، لم يعرف في مسيرته غير التزام وجه يسوع في وجوه الإخوة وأحبّة الربّ “الصغار”، داعيًا له بالتوفيق، والاخوة الى التعاضد معه ومواكبته بالصلاة.
وكانت كلمة للأخ ايلي شكرَ فيها المؤتمِرين على ثقتِهم ومحبّتهم داعيًا الى تشديد رجائنا بالمسيح، وكلمة شكر من رئيس الهيئة الترشيحية الاخ حسام العش للاخ رينه على خدمته. بعدها اختتم الاخ رينه المؤتمر بشكر غبطة البطريرك، مجددًا، على مشاركته، ورئيس الدير سيادة الأسقف أرسانيوس دحدل على الاستضافة الكريمة، والاخوة على جهودِهم مُذكِّرًا أنّ هذا المؤتمر الحركي الثاني والخمسون هو الأول الذي يُعقَد في رحابِ كنيستنا الأنطاكية في سوريا.