في هذا الكتاب ثلاثة نصوص كُتبت خلال فترة وباء كوفيد-19 الذي أوجعنا كثيرًا في أجسادنا ونفوسنا. تقارب هذه النصوص التّساؤلات التي ظهرت حول انتقال العدوى التي هدّدتنا في اجتماعاتنا الليتورجيّة ومركزها الإفخارستيّا. ينظر المؤلّفون إلى الموضوع من زوايا مختلفة، يجمعها حبّهم للرب يسوع الغالب وحبّهم للإنسان الذي تنازل الله وأخذ طبيعته المكسورة لتكون له الحياة بوفرة.
يُظهر سيادة المطران سلوان (موسي)، راعي أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما، تقاطع المقاربات وتشابكها في موضوع المناولة بالملعقة في الكنيسة الأرثوذكسيّة. يعرّج الكاتب على تاريخيّة هذا الإستعمال والأساليب الرعائيّة التي ظهرت في العالم الأرثوذكسيّ خلال فترة الوباء. ويؤكد “أنّ التقليد الكنسيّ يحتلّ موقعًا فريدًا ومميّزًا في الكنيسة الأرثوذكسيّة بحيث لا يمكن لفرد أو مجموعة التفرّد في إحداث تغييرات جذريّة أو مهمّة دون مراعاة الواقع الكنسيّ والرعويّ المعاش.
النصّ الثاني لهذا الكتاب دراسة تاريخيّة شاملة للأخ ريمون رزق يعود بنا عبرها الى ممارسات المسيحيّين الأوائل وعبر الأجيال، فنشعر بأخوّة حقيقيّة عابرة للزمن تسندنا في أزمنة الضعف والأحزان.
أما النصّ الثّالث فهو دراسة عميقة للأب ميخائيل الدبس تتميّز بروح المرافقة والتّربية والدّقة اللاهوتيّة حيث يأخذ الكاتب بيد القارئ ليجول به في الرؤية الأرثوذكسيّة العظيمة للخلق وسرّ التّدبير الخلاصيّ وطبيعة الأسرار.
هذه النّصوص الثّلاثة حاولت جاهدةً أن ترافق القارئ في تساؤلاته الطّارئة ولكنّها تبقى مفتوحة على عقول قلوب كلّ القرّاء والرّوح الذي يهبّ فيها لأنّ الحقّ لا يُمتلك.
(عن الوكالة الوطنيّة للإعلام)
الفهرس
مقدّمة النّاشر 3
أنوار وظلال في موضوع المناولة بالملعقة/ المتروبوليت سلوان موسي 9
المناولة/ ريمون رزق 31
المناولة المقدّسة والعدوى-1/ الأب مخائيل الدّبس 59
المناولة المقدّسة والعدوى-2/ الأب مخائيل الدبس. 69