صدر عن “تعاونيّة النّور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع” كتاب جديد للأب إيليّا متري عنوانه “إسمه يوحنا”، في ١٣٦ صفحة من القطع الصغير، يضمّ، بعد مقدّمة للدكتور جورج معلولي، تمهيدًا و19 فصلاً “بناها الكاتب على التأمّل في مواقف أظهر العهد الجديد فيها يوحنّا المعمدان شخصًا منذ وجوده في البطن إلى انطلاقه في إعداده الدرب للربّ الآتي واستشهاده وما حفظه العهد الجديد له من أثر ظهر على فم يسوع وبعض الذين يخصّونه”.
يُظهر الكاتب في هذه الصّفحات “جملةً ممّا تقوله الكنيسة عن المعمدان من حيث إنّه سابق للمسيح الذي “هو هدف النبوّة وهدف التاريخ الماضي والحاضر والآتي”. إنّه “صديق العريس” الذي سرّه الأعظم هو في احتجابه أمام المسيح الذي ليس مثله أحد”.
ويقول الدكتور معلولي في مقدّمته:
يقودنا الأب إيليّا (متري)، في هذا الكتاب، إلى زمان تفجّر النبوءة. في تلك الأيّام كانت الأفكار مشتّتة… في هذه الظروف جاء من يقول إنّ السماوات انفتحت من جديد: عاد الله يتكلّم علانية. ومنذ وُلد يوحنّا المعمدان انبجس نور الكلمة ليتفشّى وعاد الناس يختبرون حنان الله.
اسمه يوحنّا. و”الاسم، في تراثنا المسيحيّ، يدلّ على الشخص”، كما يذكّرنا الكاتب الذي يبرع في إرشادنا إلى كيف “تكون الحكاية شخصًا” وإلى اكتشاف أنّ يوحنّا “من أجمل الحكايات”… حكاية النّبوءة هذه رسالة “مضمونها كلّها أن يشير إلى الربّ الذي سيهبنا الله فيه حنانًا ما بعده حنان”.
ولكن لماذا يخاف الإنسان من الحنان؟ السرّ في هذا : “ليست الدينونة عقاب الله للإنسان، بل عقاب الإنسان لنفسه”. “ليس يسوع إلهًا مرعبًا جاء، ليميتنا… (هو) أطلق كلمته وحنانه وعطفه وحبّه”. غير أنّ الحنان يزلزل عروش السلاطين العتيقة فتهرب إلى الأمام لتقتل نبيّ الحنان ظنًّا منها أنّها تهرب من عار الفضيحة لتطيل زمن تسلّطها. ذلك بأنّ يوحنّا كان يعمّد بالكلمة أيضًا والكلمة فأس وضعت على أصل الشجر. “أراد (يوحنّا) أن تنزل طاعة الكلمة إلى الشوارع والأزقّة” ليكتشف الكلّ أنّ بينهم من لا يعرفونه.
يوحنّا نموذج لا يزول لصديق العريس، والسّابق الذي يهيّئ مجيء العريس. يجسّد يوحنّا عمل النّسك البارع الذي يخفض آكام كبريائنا والذي به تستقيم المعوجّات في قلوبنا. هذا عمل صياغة محترف يحرّرنا من ميلنا إلى اليأس والقنوط ويساعدنا على إعادة اكتشاف الذّهب المخبّأ في طبيعتنا وعلى أن تترسّب فينا مفاعيل النّعمة وتشعّ.
أراد الأب إيليّا (متري) “أن نتمثّل” ونستدخل يوحنّا. لا أعرف كتابًا مماثلًا في المكتبة العربيّة يغوص على عوالم النصّ الثلاثة ليحكّي عن يوحنّا: يومئ إلى ما خلف النصّ في ظروفه التّاريخيّة، يصغي للنصّ في تكوينه وهيكليّته ولغته، ويمدّ نفسه جسرًا بين النصّ والقارئ. وفي كلّ هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتّقليد الكنسيّ وفهمه للكتاب المقدّس، ويكسر خبز الكلمة لكلّ الجائعين إليها في زمننا المتوجّع.
رجائي أن يلهم هذا الكتاب كلّ من يقرأه نفحات من حنان الله.
دليل الكتاب
مقدّمة
تمهيد
لقاء جنينَيْن!
اسمه يوحنّا
ما عسى أن يكون هذا الطفل؟
يأتي بعدي
أقوى منّي
بيده المذرى!
المعمدان واعظًا
شهادة المعمدان
بينكم مَن لا تعرفونه
صديق العريس
السّراج المنير
لا ننتظر آخر!
بانتظار الزائر!
صلاة المعمدان وصومه
آية يوحنّا
إيليّا قد أتى!
قيادة البرّ
مذ أن عمّد يوحنّا
تلاميذ المعمدان في أفسس!