تقدمة عيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع-تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة أغناطيوس المتوشّح بالله(+107م)

mjoa Tuesday December 20, 2022 241

ignatiusاسم القدّيس أغناطيوس أصله لاتينيّ ويعني النار والاشتعال. هذه كانت الغالبة عليه أنّه كان ممتلئًا من نار الرّوح القدس ومشتعلًا بحبّ الله. قيل عنه أنّه خلَف إيفودس على كرسيّ أنطاكية العظمى وأنّه عرَف الرّسل وتتلمَذ، مع القدّيس بوليكاربوس، للقدّيس يوحنّا الحبيب. سمعان المترجم وآخرون غيره يتحدّثون عن الولد الذي أخذه الرّب يسوع بين ذراعيه قائلًا: “مَن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات. ومن قبِل ولدًا واحدًا مثل هذا باسمي فقد قبلني”(متى 18 :4 -5)، أنّه هو إيّاه القدّيس أغناطيوس. يدعو القدّيس أغناطيوس نفسه “الحامل الإله” أو “المتوشّح بالله”والحوار المحاكمة الذي حفظته أعمال استشهاده يتضمّن معنى كونه حاملًا للإله.
هذا وقد ورد في التراث أنّه لمّا اندلعت موجة من الاضطهاد للمسيحيّين في زمن الإمبراطور الرومانيّ دومتيانوس (81 -96 م)، انصرف القدّيس أغناطيوس إلى تشديد المعترفين بالمسيح يسوع ليثبتوا في اعترافهم إلى المنتهى. كان يزورهم في سجونهم ويغبطّهم لأنّ الرّب الإله اصطفاهم شهودًا له بدمائهم، ويتطلّع، بتحرّق، إلى اليوم الذي يأخذ فيه، هو نفسه، مكانًا في موكب المعترفين والشهداء ليصير تلميذًا حقيقيًّا للمسيح. وإذ لم تكن ساعته قد جاءت بعد ولم يلقِ أحد عليه يدًا، أقام في حسرة يترجّى ساعة افتقاده.
وحدث أنّه في 7 كانون الثاني 107 م، أنّ ترايانوس قيصر أنطاقية شاء أن يلزم المسيحيين في تقديم فروض العبادة للآلهة، ليضمن انتصاره في معركته. فلمّا بلغ أغناطيوس ما يدبّره، ترايانوس في حقّ المسيحيّين، ذهَب بنفسه إلى الإمبراطور وأجاب بجرأة على أسئلته. وبعد أخذ وردّ، لفَظ ترايانوس في حقّ قدّيس الله حُكمه على الوجه التالي: “هذه إرادتنا أنّ أغناطيوس الذي يقول أنّه يحمل المصلوب في نفسه، يقيَّد ويُساق إلى رومية لتفترسه الوحوش هناك تسلية للشعب “فهتف أغناطيوس فرِحًا: “أشكرك، ربّي، لأنّك أهّلتني للكرامة إذ أنعمت عليّ بعربون المحبّة الكاملة لك وأن أقيّد بسلاسل من حديد، أسوة برسولك بولس، من أجلك”.
اقتاد رجل الله إلى رومية عشر جنود، ورافقه الشماس فيلون من كيليكيا وريوس أغاثوبوس. ويبدو أنّهما مَن دوَّن أعمال استشهاده. كان بعض الرّحلة في البحر وبعضها سيرًا على الأقدام. وقد كانت لرجل الله فرصة التوقّف قليلًا في عدد من المحطّات على الطريق حيث وافاه ممثِّلون عن الكنائس المحلّية للتّعزية والتبرّك. كما تسنّى له أن يكاتب عددًا من كنائس آسيا الصغرى، ولنا سبع من هذه الرسائل هي تحفة من تحف الكتابات الآبائيّة لما تنضح به من روح الرب والإيمان الرّاسخ بيسوع المسيح والغيرة على الكنائس، وكذلك المعلومات القيّمة عن الكنيسة الأولى وبعض صعوباتها واهتماماتها ومواقفها. وقد أورد عدد من قدّيسي الكنيسة ومعلّميها، منذ القرن الثاني للميلاد، استشهادات من هذه الرسائل. أبرزهذه الرسائل وأكثرها شفافيّة ونارية ودفقًا روحيًّا رسالته إلى أهل رومية.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share