بدأت الحكاية غداة انتقاله بسنوات قليلة…

رينيه أنطون Tuesday May 2, 2023 483

في سهرةٍ، على هامش مؤتمر حركة الشّبيبة الأرثوذكسية السنويّ، انطلقت ألسنة شبابٍ وصبايا في سرد “قصص” المطران بولس بندلي وتصرّفاته الانجيلية “اللّامعقولة” و”اللّامألوفة” لدينا وحولنا!

إثرَ تلك الليلة، وما أفاضته تلك الحكايا في النّفوس من حبور، تعهّدنا، بعض الأخوة وأنا، ألّا ندعَ ترابَ القبور يدفن أثرَ القيامة في الحياة، وأثرَ العالم يهزم أثرَ الإنجيل في الكنيسة، وألّا ندع الزمنَ يجفّف ما في الأرض التي وطأتها أقدام بولس بندلي مِن عرقِ بشارته ومحبّة أبوّته وسنابلِ قداسته. فبادرنا إلى تأسيس صفحة إلكترونية خاصّة به، ودعونا الكلّ إلى أن يكتب، كلٌّ، قصّته النادرة مع الرجل، إنْ وُجِدت، تمهيدًا لتوثيق معاينة أجيالٍ لآياتٍ انجيليةٍ حياةً، في كتاب.

مرّت سنوات تفوق العقد، ولسببٍ أو لآخر تقاعستُ عن تنفيذ هذا التعهد حتّى الأمس القريب حيث تبتُ إلى ومضات الانجيل في بولس بندلي. فبسبب إلحاحِ أخٍ غيورٍ على الكنيسة وتراث سيدنا بولس بندلي، أتممت الأمر لنتمتّع معًا خلال فترة وجيزة، وقبل نهاية هذا الشهر إن شاء الله، بـ”عظة حيّة” لطالما احتجناها، ونحتاجها، في كنيستنا، خصوصًا اليوم.

هل الرّوح الذي هبّ في سيّدنا بولس بندلي هو مَن حرّك أمر هذا الكتاب، وقد تزامَن وما تعانيه كنيستنا الأنطاكية، اليوم، بسبب ضعفاتِ أبناءٍ فيها ومسؤولين؟ أشاءَ ان نتذكَر، عبر سيَرِ بولس بندلي وحكاياتِه، وعناده في القداسة والحقّ والوداعة، الآتي؟

١- أنَّ الانجيلَ يُعاش، يُعاش، وما مِن تبريرٍ لأي خيانةٍ له غير الضعفات والاستسلام للسقطات.
٢- أنَّ الصلاةَ من أجل الكنيسة، ومن أجل بعضنا البعض، تفعل لدى الله وتنفع كثيرًا.
٣- أنَّ ليس منّا مَن يُعصم، وأنَّ كلّاً منّا يحتاج صلاة الجماعة وتعهّدها، وفيه من الضعفِ والاستسلام للأهواء ما يستدعي رحمة الله الدائمة له.
٤- أنّ المساءلة في الكنيسة، أسلَكَت هذا السبيل أو ذاك، حاجةٌ وضرورة، وأنَّ غايتها الدائمة هي ما “يفتح أبواب التوبة” ومسار الخلاص أمامَ كلّ معنيّ، وليس الثأر أو العقاب.
٥- أنَّ الثقةَ في حرص المسؤولين الكنسيّين، خاصةً في الظروف الكنسية الخطرة، على حفظ سلام الكنيسة ووحدتها، تبقى ضرورة.
٦- أنَّ الرعايةَ، الرعايةَ، تصون الكنيسة ومسؤوليها وأبناءَها من كلّ ضعف وسقوط.
٧- وأنّ سيادةَ البساطةِ الانجيلية فيها، والفقراء عليها، تصوّنها بأسوارٍ سماويةٍ من اجتياح العالم لها، وأنَّ المال ليس غيرَ أوراقٍ تُفرَش به أراضي الفقراء، وأنَّ ما تُنجزه المحبّة المجانية، وفعل الروح، في مؤمنٍ صادق بالربّ تفوق ما تُنجزه أموال الدنيا وقدرات أصحابها.
٨- وأنَّ الصمتَ و “غمضة العينين” صلاةً قد يكونا أبلغ الكلام وأفعل الأفعال في أخطر الظروف.
٩- والأهمّ، الأهمّ تذكيرنا بكم حاجتنا جميعًا في الكنيسة اليوم للاقتداء بسيرة المطران بولس بندلي، والاتّعاظ منها ما يؤكّد أنّ بامكان كلّ منا عيش قيمَ الانجيل اليوم وكلّ يوم، إن شاء.

فلننتظر تلك “العظة”، وليرحمنا الربّ جميعًا.

رينيه أنطون

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share