أبي

الشمّاس بولس نقولا Monday July 24, 2023 871

خاص لموقع الحركة بقلم الشمّاس بولس نقولا

أبي

أبي، فيما أنت تنتظر كي ترى وجه يسوع، دعنا نعترف أنّك تراه كلّما نظرت إلى المرآة. هذا أظهره لنا الرّوح في كلّ مجالسة وأنت فيها تخبرنا عنه.

دعنا نعترف أنّك تراه في وجه كلّ إنسان تصادفه. هذا ما كشفَته لنا أعمالُك، عندما تنحني حبًّا وتواضعًا أمام كلِْ فقير.

أنت ترى وجه يسوع في كلِّ أخٍ في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة التي بنعمة الله أنت أبدعتها. هذا يظهره لنا لهيبُ كلماتك وحماسك الثّابت.

أنت تراه في كلّ مؤمن خاشع يصلي، هذا ما توحي به لنا في لاهوت عظات فمك الذهبي.

ورغم كثرة خطايانا أنت ترى وجه يسوع في كلِّ واحد منّا، وتخاطبنا من منطلق أنّك تخاطب يسوع فينا، ولو أنّنا نغيّبه خلف ضعفاتنا.

فماذا سيتغير عندما تقف أمامه؟ستقول له، رأفةً بنا، “رأيتُك في فلان وفلان”. لا بل أراني أشاهدك واقفًا صامتًا تسمع ما لم يخطر على بالك ولو للحظة، أنّه سيقيمك على الكثير، إذ إنّك وأنت هنا في فرح ربك ما زلت أمينًا على ما تسلّمته من فوق.

أراني أشاهدك مع من أرسلك إلينا مشيرًا بأصبعك علينا متشفعًا لنا عنده، إن كنّا نجاهد أن نصير على ما صرتَه، علّنا نحظى بمسكنٍ في جوارك.

أبي، مئة سنة مرّت، وقلبنا يطلب من الله أن يجود عليك بمئة أخرى. نعم ابي، كثيرون يطلبون لك البقاء حاجةً لهم وبركة فيما بينهم. يدمعون، ويسجدون، ويصلّون أن يُبقيك قرنًا بعد، لا لكي تتوب كما تقول، إنما لكي نتعلّم منك كيف نتوب، لكي نتعلّم منك كيف نحبّ، لكي نتعلم كيف نحيا بالله كما حييت، ونتحرّك نحوه، لكي إذا ما وُجِدنا، نوجد لمجده.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share