القدّيس أنستاسيوس بلغاريّ من أبرشيّة ستروفيتسا المقدونية. كان يعمل في تسالونيكي في مصنع أسلحة. حاول، يومًا، بضغط من ربّ عمله، أن يخرج من المدينة، بلباس تركيّ ليتجنّب تسديد رسوم العبور الواجبة على المسيحيّين، فلمّا بلغ البوّابة اعترضه الحرّاس وطالبوه بإثبات هوّيته بأن يُلقي التحيّة الإسلاميّة. لم يخزَ إزاء الخطر الدّاهم وآثر أن يُسلم نفسه من أن ينكر المسيح. عُرض على المحكمة ثلاث دفعات فاستمرّ يعترف بإيمانه أنّه مسيحيّ رغم التعذيب الذي تعرّض له. هذا صبر عليه بنعمة الله. أُرسل إلى المفتي الذي حاول اجتذابه إلى نكران المسيح مقدّمًا له أسلحة ثمينة وواعدًا إيّاه بجعله من حرَسِه الخاصّ. فلمّا أبدى القدّيس احتقارًا لهذه الأباطيل، أُلقي من جديد في السّجن. رغم كلّ شيء بقي لايتزعزع عن أمانته للمسيح. سُلّم إلى الحاكم فأمر بشنقه خارج البوّابة الجديدة. لكنّه من الإنهاك والتعذيب قضى وهو في طريقه إلى المشنقة.