ابنة فيلسوف يوناني شهير. تلقّت تعليمًا مميّزًا، التمَست أن تكون في عهدة بلخاريا، أخت الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني. اقتبلت في القصر الملكي. أثارت إعجاب الجميع لتميّزها وحكمتها. عمّدها البطريرك القدّيس أتيكوس. وزُفّت إلى الإمبراطور ثيودوسيوس، وجرى إعلانها صاحبة الجلالة. حجّت سنة 438 إلى أورشليم بإيعاز من القدّيسة ميلاني الصغرى التي كانت لها بمثابة أمّ روحيّة. اشتركت في تكريس أوّل كنيسة للقدّيس استفانوس. حمَلت معها إلى العاصمة بعض رفات الشهيد الأوّل. جرى نفيُها سنة 422 م إلى فلسطين بتهمة الخيانة. بقيَت هناك إلى آخر أيّامها. شيّدت الكنائس وشجعّت الحجّ. كانت معجنة بالرّهبان، لا سيّما القدّيس أفثيموس. بنَت بجوار اللّافرا التي أقامها برجًا تسمّى باسم “برج أفدوكيا”. خلال الاضطرابات التي أعقبت مجمع خلقيدونيا وقسمت رهبان فلسطين في شأن قانونية القدّيس جوفينال. قلقت أفدوكيا فبعثت إلى القدّيس سمعان العموديّ تستشيره، فكان جوابه: “عندك أفثيميوس المتوشح بالله. اتبّعي تعاليمه وإرشاداته واخلصي!” وإذ لجأت بثقة إلى القدّيس أفثيميوس، عادت إلى الفريق الأرثوذكسي ورقدت بسلام في الربّ سنة 460 م. جرى نقل جسدها، فيما بعد، إلى كنيسة الرّسل القدّيسين في القسطنطينية.