تذكار القدّيسين الشهداء أدريانوس وناتاليا ورفاقهما (+القرن الرابع الميلاديّ)

mjoa Saturday August 26, 2023 258

adriannicomediaكان القدّيس أدريانوس ضابطاً كبيراً في الجيش الرومانيّ. عاش مع زوجته ناتاليا في نيقوميذية، العاصمة الشرقيّة للإمبراطوريّة، في مطلع حملة اضطهاد مكسيميانوس للمسيحيّين.
سُلّم قدّيسنا في عهد مكسيميانوس الإمبراطور مهمّة اعتقال ثلاثة وعشرين مسيحيّاً، فاختبأ هؤلاء في مغارة، إلاّ أنّه استطاع إلقاء القبض عليهم حيث أخضعهم لكافة أنواع التعذيب. هؤلاء، لمّا سألهم أدريانوس عن سبب احتمالهم العذاب الرّهيب، أجاوبوه أنّهم يكابدون العذاب للحصول على الأطايب الّتي يدّخرها الربّ للّذين يتألّمون من أجله. إثر ذلك، اتّقدت روح أدريانوس بالنّعمة وطلب الانضمام إلى المسيحيّين. فما كان من الجنود إلّا أن كبّلوه وسجنوه مع الآخرين. ولمّا علمت زوجته نتاليا بما حصل له، سارعت إلى السجن تشدّده وتتوسّل المسجونين المسيحيّين الصلاة لزوجها ليثبت في إيمانه. لمّا صدر قرار الإعدام بحقّ أدريانوس سُمح له بالذهاب إلى بيته لإعلام زوجته بالأمر وتوديعها. ولمّا أتت ساعة الموت كانت زوجته والآخرين يشجّعونه حتى لا يُنكر المسيح بل يثبت إلى الأخير. وبعد موت زوجها، قصّت ناتاليا شعرها ولبست زيّ الرّجال وتمكّنت من دخول السجن للاعتناء بالمسجونين خاصة بعد صدور قرار إمبراطوريّ يمنع النساء من الدخول إلى السجن للاعتناء بهؤلاء المسجونين. وهكذا فعلت النسوة الأخريات، ولمّا علم الإمبراطور بالأمر طلب بسحق المسجونين كافّة وإعدامهم وحرق بقاياهم. فما كان من ناتاليا إلّا أن أنقذت ذراع زوجها من بين البقايا، كما استطاع مسيحيٌّ آخر من الحصول على بقايا أخرى نقلها إلى بيزنطية حيث تمّ دفنها بإكرام كبير. ويحكى أنّ الإمبراطور أراد ناتاليا زوجةُ له، لكنّها استطاعت الهرب منه، فانتقلت إلى أرغيروبوليس، حيث عاشت هناك بمعيّة نسوة تقيّات. توفيت إثرَ  إصابتها بعلّة، فرقدت في الربّ حيث انضمّت إلى قافلة الشهداء.

طروبارية القدّيسَين أدريانوس وناتاليا
شهيداك يا رب بجاهدهما نالا منك الأكاليل غير البالية  يا إلهنا لأنّهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسّلاتهما أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share