هذا الشهيد هو من طرابلس الشام. يعظّمه السنكسار اليونانيّ لشجاعته دون أن يذكر شيئًا لا عن مكان ولا عن زمان استشهاده. ما نعرفه عنه هو أنّه تجاسر ودخَل على حاكم فينيقيا وقال له: “ما هذا العمل الجنونيّ الذي باشَرتَ به، يا حضرة الحاكم، أن تضطهد قطيع المسيح على هذا النحو!”. فثارت ثائرة الحاكم لِما اعتبره وقاحة من جانب رجل عاميّ. فأمَر به جنوده فأشبعوه ضربًا حتّى مزّقوا جسده، ثمّ أتوا بمِلح ووضعوه على قطع من الخيش، وأخذوا يفركون بها جراحاته ليُلهبوها. أمّا أفسافيوس فكان يسبّح شاكرًا متهلّلاً وكأنّ التمزيق والإمعان في التّعذيب يصيب إنسانًا سواه. وأخيرًا عيل صبر الحاكم ورأى أنّه أعجز من أن يكسر صلابة إيمان هذا الانسان رغم ما أنزله به من فنون التعذيب فقطع رأسه.