عاش القدّيس يوحنا في القرن السّادس، في زمن يوستنيانوس الملك. كان من مصر، من الطيبة، أخذ الثوب الرهبانيّ من جَدّه. نسَك في مغارة صغيرة في بقعة جبليّة وتُعرف بالخوزبا. لم يكن يقتات سوى من النباتات المتوفّرة في الجوار. كان كلّما أقام الخدمة الإلهيّة يرى نورًا سماويًّا في الهيكل. وقد كان من الممكن له أن يبقى مجهولاً لولا ناسك قدّيس في تلك الأنحاء اسمه حنانيا. هذا كان عجيبًا في تواضعه، كما كان البار يوحنّا نفسه. فقد جاء، مرّة، إلى حنانيا، رجل ابنه مجنون وطلب إليه أن يصلّي من أجله لكي يُشفى، فلم يشأ حنانيا، بل قال لأب الصبيّ أن يذهب إلى ناسك في مغارة في المكان الفلانيّ اسمه يوحنّا وهو قادر على شفائه. فقام أبو الصبيّ وذهب إلى خوزبا، ولكنّ الإهتداء إلى موقع المغارة لم يكن بالأمر السهل. فتحمّل الأب مشقّة عظيمة إلى أن بلَغها، وعندما أتى إليه التمَس منه بدموع أن يرأف بابنه. وإذ اعتبر يوحنّا نفسَه غير مستحقّ أن يطلب من الله منّة كهذه قال للصبيّ: بصلوات أبينا حنانيا كُن معافى! فشُفي الصبيّ من ساعته. ومن ذلك الحين أخذ النّاس يتدفّقون عليه ويطلبون صلواته وإرشاده. وقد أجرى الله على يده عجائب كثيرة. عمّر طويلاً ورقد بسلام.