كان القدّيس بوليخرونيوس فلاّحًا ابن فلّاح. أظهر منذ نعومة أظفاره محبّة كبيرة للكتاب المقدّس والحياة الرهبانيّة. ما إن بلغ الرّشد حتّى ترَك قريته وجاء للعمل في ضواحي القسطنطينيّة، في كروم العنب، ومع أنّ عمَله كان قاسيًا، فإنّه لم يتناول من الطعام إلّا قليلَه كلّ يومَين أو ثلاثة. لاحظ صاحبُ الكرم ما كان عليه القدّيس من فضيلة فزوّده بكمّية كبيرة من المال وطلب منه العودة إلى قريَته والصّلاة من أجله، فعاد وبنى كنيسة أقام بالقرب منها وجُعل كاهنًا عليها. وخلال محاربة الهرطقة الآريوسيّة هجَم مجموعة منهم على الكنيسة وطعنوه في الكنيسة خلال إقامته الذبيحة الإلهيّة.