كان القدّيس بنيامين شمّاسَ القدّيس عبدا الفارسيّ في بلاد فارس. قضى في أيّام الملك يزدجرد الأوّل. قبَض عليه جنود الملك بعدما صدَر أمرٌ بدك الكنائس والأديرة وبإزالة معالم العبادة المسيحيّة وإحالة الكهنة والشمامسة ورؤساء الأديرة إلى المحاكمة. أُلقي بنيامين في السّجن سنتَين. تدخّل الإمبراطور ثيودوسيوس الصغير لدى ملك الفرس بشأنه فأعفى عنه شرط أن يتوقّف عن كلّ عمل تبشيريّ، جواب بنيامين كان دونما تردّد: “ولكن من غير الممكن أن أتوقّف عن نشر نور معرفة الله بين القائمين في الظلام لئلّا أُحسب كالعبد الذي أخفى وزنة معلّمه في الأرض فأُلقي في الظلمة البرّانيّة”. لم يفهم الملك الفارسيّ من اعتراض بنيامين شيئًا مطلقًا فأطلق سراحه، وتابع بنيامين الكرازة بالإنجيل كأنّ شيئًا لم يكن وداوَمَ على ذلك بضع سنوات، إلى أن انتهى خبره إلى الملك من جديد فألقى القبض عليه وأمره أن ينكر المسيح فأجاب: “إذا كان من يكفر بملكك أو يحتقره التماسًا لملك غيرك يستحقّ الموت جزاء فكم يكون فظيعًا عقاب من يتخلّى عن الملك الأزليّ وخالق الكل ليعبد الخليقة الفانية؟!”. غضب الملك لجوابه غضبًا شديدًا وأسلمه للمعذبّين فقضى تحت التعذيب.