نشأ القدّيس أندراوس في جزيرة الكريت. كان راهبًا وكاهنًا في آنٍ واحد وقد أبدى منذ نعومة أظفاره غيرة مميّزة على تراث الكنيسة. انتهى إليه ما كان يقترفه الإمبراطور قسطنطين الخامس كوبرونيموس بحقّ مكرّمي الإيقونات، وسعيِه إلى استئصال الأيقونة من التراث الكنسيّ، فخرج إلى مدينة القسطنطينيّة ليعترف بالإيمان القويم. في القسطنطينيّة، كان الإمبراطور يقوم باستجواب الخارجين على طاعته، في هذا الإطار، في القصر المسمّى باسم القدّيس الشهيد “ماما”. وإذ آلم أندراوس جدًا ما كان يجري، ولم يطق الصّمت، تقدّم من الإمبراطور وقال له بلهجة قاسية: “أمسيحيّ أنت يا جلالة الإمبراطور؟! لما لا تهتمّ بالجيش وتسوس الشّعب بدل أن تضطهد المسيح وخدّامه؟!”. بقي الإمبراطور لحظات صامتًا مدهوشًا إزاء جسارة هذا الغريب، ولمّا عاد إلى نفسه أمَر به جنوده فقبضوا عليه. لكنّ أندراوس تابَع قوله مناديًّا: “إذا كنتم أنتم، حكّام هذا الدهر، تعاقبون من يجسر على إهانة تماثيلكم وصوِركم معتبرين الإهانة تطالكم أنتم، فكم تظنّون يكون غضب الله وعقابه عليكم أنتم يا من تهينون وتحطّمون أيقونات سيّدنا يسوع المسيح وقدّيسيه؟!”. عند هذا الكلام، استبدّ بالإمبراطور الغضب الشّديد فأنزل بأندراوس عقوبة الإعدام بعد أن أعمل به ضربًا مبرّحًا وتعذيبًا. فقضى أندراوس شنقًا وأُلقي جثمانه في موضع يسمّى كريسيس كانت تلقى فيه جثث المجرمين، لكنّ رجالاً جاؤوا وأخرجوه سِرًّا من هناك ودفنوه في مكان لائق.
طروبارية القدّيس أندراوس الكريسيّ
بالرِّياضات النُّسكيَّة في الجبلِ روَّضتَ ذاتكَ. وبسلاح الصَّليبِ هزمتَ موكبَ الأبالسة أعدائكَ. كالأبطال الشُّجعانِ في الجهادِ برزتَ، وبسيفِ الإيمان، ألزِّبليَّ الاِسمِ قتلتَ. وفي كلا الأمرينِ يا أندراوس الشَّهيد، الله كلَّلكَ.