عاش القدّيس يوليانوس في القرن الرّابع ونسَك في مغارة في البرّية القريبة من الفرات في منطقة الرّها. كان لايأكل سوى مرّة في الأسبوع ووليمَتُه كانت أن يُنشد المزامير ويحفظ الصّلاة النقيّة. كان ممتلئًا من الحبّ الإلهيّ إلى درجة بدا كمَن لا عينان له يبصر بهما ما حولَه. وحدَه المعشوق كان يأسر انتباهَه. ذاعَ صيتُه وصار له مئة تلميذ اقتدوا به في الصّلاة النقيّة وتلاوة المزامير والصّوم والصمت. خرج مرّة برفقة تلميذه ففاجأه حيوان مفترس فردّه بإشارة الصليب. انتقل إلى قمّة سيناء هو وبعض تلاميذه هرَبًا من الكرامات البشريّة. تنبّأ بموت الإمبراطور يوليانوس الجاحد إثر خروجه من بلاد فارس للحرب. انتقل إلى أنطاكيا في أوجّ الحملة الآريوسية على القدّيس ملاتيوس ليدعم الإيمان القويم، وعاد إلى تلاميذه في سيناء ورقد بسلام في الربّ.