تذكار القدّيس المعظّم في الشهداء ديمتريوس المفيض الطيب(+303م)

mjoa Thursday October 26, 2023 400

mainإنّ ما نعرفه عن القدّيس ديمتريوس قليل، ومع ذلك فإنّ له في وجدان الكنيسة ذكرًا حسنًا وإكرامه طبّق الآفاق. وُلد ونشأ في مدينة تسالونيكي، وقد قيل من أبوَين تقيّين عُدِما ثمرة البطن طويلًا إلى أن افتقدَهُما الله بعدما استغرقا في الصلوات والنذور ومحبّة الفقير والصّبر. ويشاء التدبير الإلهيّ أن يعبر الإمبراطور مكسيميانوس بمدينة تسالونيكي عائدًا من حرب خاضها ضدّ البرابرة السكيثيّين، شمالي غربي البحر الأسود. ولمّا كان والده قائدًا عسكريًّا أنشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، كما على التُّقى ومحبّة الفقير. ولمّا بلغ الأشدّ، تلقّى من العلم قدرًا وافرًا ثمّ انخرط في الجنديّة كأبيه وأضحى قائدًا عسكريًّا مرموقًا. وقد أقامه الإمبراطور مكسيميانوس على مقاطعة تساليا، وقيل قنصلًا على بلاد اليونان. هذا فيما تذكر مصادر أخرى أنّه كان شمّاسًا غيورًا وحسب، ولكن غلبت عليه صورة الجنديّ.
كانت العادة أن تقام الاحتفالات ويُرفع البخور للملك والآلهة وتُقدّم الذبائح في المناسبة، فقد أعطى الملك توجيهاته بإعداد العدّة في هذا الشأن في المدينة. واغتنم بعض حسّاد ديمتريوس الفرصة فقاموا وأسرّوا للإمبراطور حقيقة مَن كان قد أولاه ثقته أنّه لا يتساهل بشأن المسيحييّن وحسب، كما أوصى جلالته، بل اقتبل المسيحيّة وأضحى مذيعًا لها. فاغتاظ الإمبراطور وأرسل في طلب عامله. فلمّا حضر استفسره الأمر فاعترف ديمتريوس بمسيحيّته ولم ينكر، فجرّده الإمبراطور من ألقابه وشاراته وأمَر بسَجنه ريثما يُقرّر ما سيفعله به، فأخذَه الجُند وألقوه في موضع رطب تحت الأرض كانت تفوح منه الرّوائح الكريهة. أيقَنَ ديمتريوس أنّ السّاعة قد أتَت ليتمجّد الله فيه فأخذ يُعدّ نفسه بالصّلاة والدعاء. كما أوعز إلى خادمه الأمين لوبوس الذي كان يعوده في سجنه بتوزيع مقتنياته على الفقراء والمساكين.
وإن هي سوى أيّام معدودات حتى أرسل الإمبراطور جُندَه إليه من جديد فطعنوه بالحراب حتّى مات. ويُقال أنّ السبب المباشر لتنفيذ حكم الإعدام السريع هذا، كان تغلُّب الشاب المسيحيّ نسطر على لهاوش، رجل الإمبراطور، في حلبة المصارعة. فقد سرى أنّه كان لديمتريوس ضلعًا في ذلك، فيما ظنّ الإمبراطور أنّ ما حصل كان بتأثير سِحر هذا المدعوّ مسيحيًّا. ويُقال أنّ خادم ديمتريوس، لوبوس، أخَذ رداء معلّمه وخاتِمه من السّجن بعدما غمّسه بدَمه وأنّ الله أجرى بواسطتهما عجائب جمّة. وبقي كذلك إلى أن قبض عليه الجند هو أيضًا وقطعوا هامته.

طروبارية القدّيس ديمتريوس
إنّ المسكونة قد وجدتك منجِداً عظيماً عند الشّدائد، وقاهرًا للأمم يا لابس الجهاد، فكما أنّك حطّمت تشامخ لهاوش، في الميدان شجّعت نسطر، كذلك أيّها القدّيس  ديمتريوس توّسل إلى المسيح الإله أنّ يهَب لنا الرّحمة العظمى.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share