هو أحد القدّيسين البارزين في الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة. وُلد في العام 1651 ميلاديّة بالقرب من مدينة كييف. ولمّا كان والده في الجنديّة كثير التغيّب عن بيته، فإنّ والدته هي التي ربّته وكان لها التأثير الأوّل في تنشئته على الفضيلة ومحبّة المسيح. دخل المعهد الكنسيّ في كييف وهو في الحادية عشرة من عمره. ظهرت لديه موهبة الكلمة، انضمّ في السابعة عشرة إلى دير القدّيس كيرلّلس حيث أكمل دروسه. سيم كاهنًا وهو في الرّابعة والعشرين من العمر، حاول أن يعتزل ليصبح راهبًا لكنّ حاجة الكنيسة أقنعته بالعدول عن الفكرة. طُلب إليه أن يقوم بالأبحاث اللّازمة لإعادة كتابة سيَر القدّيسين، استغرق الأمر لإنجازه 25 عامًا أبدى خلالها غيرة ودقّة في العمل. اختير أسقفًا على مدينة روستوف في العام 1702م، فانكبّ على تقويم ما اعوجّ. بقي ثابتًا على نسكه وصرامته المعتادة ونظام صلواته. إليه يعود عدد كبير من المؤلّفات الروحيّة القيّمة. أنشأ مدرسة إكليريكيّة لإعداد الكهنة قام بها شخصيًّا بتغطية القسم الأكبر من الدروس. قبل ثلاثة أيّام من وفاته أطلَع مَن كان حوله على قرب مغادرته. سجَد أمامهم وطلب منهم المسامحة ثمّ أقفل على ذاته قائمًا في الصلاة. في اليوم التالي جاءه أهل مستفحصين فوجدوه قد فارقهم وهو في وضع السجود والصلاة وكان قد بلغ من العمر ثمانية وخمسين سنة. أعلنت الكنيسة الروسيّة قداسته رسميًّا في العام 1757م.