وُلدت في مدينة القسطنطينيّة في أيّام الإمبراطور قسطنطين الخامس كوبرنيموس. كانت ابنة شمّاس، توفّي والداها فربّتها جدّتها وزوّجتها إلى أحد شبّان المدينة. أنجَبت ولدَين لكنّها فقدتهما مع زوجها بعد فترة قصيرة، فوزّعت أموالها على الفقراء وخرجَت بزيّ الرّجال إلى جبل الأوليمبوس حيث ينسك عمّها متّخذة اسم أفمانيوس. طرَقَت باب أحد الأديرة وطلبت الانضمام إلى صفوف الرّهبان بعدما ادّعت أنّها خصيّ فقبلوها على مضض بسبب خصوصيّة تصرّف الخصيان بين الرّجال. إلّا أنّ الأيّام بيّنت أنّ أوفيميانوس فاقَ أقرانه في جهادات الصّوم والسهر والصلاة والطاعة والتواضع. ومع ذلك فإنّ حنّة كانت عرضة لتهكّم بعض الرّهبان وازدرائهم وسبَب معثرة للضّعفاء بينهم، فتحوّلت إلى دير صغير برفقة اثنين آخرَين من الرّهبان. وقد كان لفضائلها الأثر الكبير في نفوس العديد من الشبّان الذين أقبلوا إلى الرّاهب أوفيميانوس طالبين الانضمام إلى الحياة الرّهبانيّة والانضواء تحت لوائه. أنعَمَ الربّ عليها بموهبة صنع العجائب، رغم ذلك كلّه بقي ادّعاء حنّة أنّها خصيّ مصدر اضطراب لها في صلاتها بالغير. ارتحلت من جديد برفقة راهبين إلى مكان معزول. رقدت في الربّ في مدينة القسطنطينيّة.