تذكار القدّيسَين الشهيدَين غلكتيون وأبيستيمي الحمصيَّين (+ 253م)

mjoa Sunday November 5, 2023 197

galacteonعاش هذان القدّيسان في مدينة حمص أيّام الإمبراطور الرومانيّ داكيوس وفيها استُشهدا. كان غلكتيون من عائلة وثنيّة ثريّة حُرمت ثمرة البطن زمانًا إلى أن مَرّ بها راهبٌ يستعطي اسمه أونوفريوس. هذا لمّا رأى إمارات الحزن مرتسمة على محيّا المرأة، أم غلكتيون العتيدة، سألها ما بها فأجابته أنّه لا ولد لها. فقال لها أنّ هذا بتدبير من الله حتى لا تقدّم مولودها للشياطين وأنّها ستبقى كذلك إلى أن تؤمن بالإله الحقيقيّ، يسوع المسيح، الذي ينادي هو به. فتحرّك قلب المرأة فبشّرها وعمّدها. وإن هي سوى فترة قصيرة حتّى حبِلت. وفي زمان الولادة أنجبت صبيًّا سمّته غلكتيون وأقنعت بعلَها فآمن واعتمد هو أيضًا. وكبُر الصبيّ وبلغ العشرين، فشاء أبوه بعد وفاة أمّه أن يزفّه إلى صبيّة تليق به. ولمّا لم يكن متمسّكًا بمسيحيّته كمثل زوجته اختارها وثنيّة اسمها أبيستيمي. وإذ لم تكن عادة ذلك الزمان أن يقاوم الأبناء آباءهم في مسائل الزواج، رضَخ غلكتيون للأمر الواقع. لكنّه أبى أن يقرُبَ عروسه ما لم تصر مسيحيّة أوّلاً. ولمّا أبدت هي استعدادًا علّمها فآمنت واعتمدت. وما إن مضَت على معموديّة أبيستيمي ثمانية أيّام، حتّى رأت في الحلم السّماء مفتوحة ومجد الذين ارتضوا أن يحفظوا أنفسهم بُتُلاً من أجل الله. فلمّا أفاقت من النوم، أخبرت غلكتيون بما شاهدت، فقرّر الإثنان السلوك في البتوليّة. ثمّ إنّ موجة جديدة عنيفة ضدّ المسيحيّين ثارت في ذلك الزمان، فجرى القبض على الزّوجَين كلَيهما وقُدّما إلى المحاكمة. ولمّا ثبَت للحاكم أرسوز أنّهما مسيحيّان متمسكّان ولا سبيل لاستعادتهما إلى الوثنيّة أسلَمهما لعذابات مروّعة. فأُشبع الاثنان ضربًا وجلدًا ثمّ عرّى الجند أبيستيمي وعرّضوها للهزء. كما قطعوا لسانَيهما وعمَدوا إلى بتر أيديهما وأرجلهما، وأخيرًا ضربوا عنقيهما. فجاء أحد خدّام أبيستيمي المتنصّرين، المدعوّ أفتوليوس، ورفع بقاياهما ودفنهما. وهو الذي كتب سيرتهما.

طروباريّة القدّيسَين
شهيداك يا ربُّ بجهادهما، نالا منك الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنّهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين، وسحقا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهما أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share