لمّا شاء الإمبرطور يوليانوس الجاحد أن يعبر بمدينة أنقرة في آسيا الصغرى، اعترضه مواطن تقيّ اسمه جميلوس أثارته مباحثات يوليانوس وإساءاته للمسيحيّين، وقرّعه على أعماله، فكانت كلماته جارحة، أقسى على قيصر من السّهام، ردّة فعل الإمبراطور الأولى كانت الدّهش لأنّه ما كان ليخطر بباله أن يتجرّأ عليه أحد من الناس البتّة. وما أن عاد إلى نفسه حتّى تحوّل استغرابه غيظًا فأمر به جنده فأخضعوه لعذابات مرّة، وبالرّغم من كلّ العذاب الذي لقيَه لم يتزعزع عن إيمانه بالربّ يسوع، فأمَر بصلبه فأسلم القدّيس الرّوح، ويبدو أنّ أتقياء اختلسوا جسده وواروه التراب بإكرام جزيل.