وُلدت لأبوَيها قسطنطين وحنّة بعد عُقر. جاءت ثمرة سنين من الصلاة الحارّة. جمعَت جمال الطلعة إلى التُّقي والسيرة الفاضلة. اختارها الإمبراطور البيزنطيّ باسيايوس المقدونيّ زوجة لابنه وخلفه لاون المكنّى الحكيم الذي ارتقى العرش باسم لاون السادس بين العامَين 886 و912م. كانت ثيوفانو غير الملكات والأميرات، سلكَت غير مسلك، إزدرت الكرامات والمُتَع. انصرفت إلى الصلاة والإنشاد واهتمّت بإعالة الفقراء والعناية بالمرضى والمنكوبين. اعتادت ارتداء لباس الأميرات فوق ألبسة قاسية خشنة. مارست الصّوم والسهر وأعمال النسك أُسوة بالرّهبان. باعت حليَّها ووزّعت المال على الفقراء. كانت تجالس الرّهبان طويلًا تسألهم وتتعلّم منهم كيفيّة تنقية القلب والتأملّ في الله. سلَكَت في الاتّضاع وكان لها راهب شيخٌ تطيعه وتسير في هدبِه. كانت على توقير وافر للنّاس لا فرق مَن كانوا أو ما كان مقامهم. كانت تتّخذ مِن حصيرة مرقدًا لها وتحافط على تلاوة الساعات في أوانها. بعد وفاة ابنتها، رغبت أن تعتزل العالم والانضمام إلى أحد ديورة النّساء لكنّ أبوها الروحيّ لم يسمح لها بالأمر، فأطاعته حتّى النهاية. رقدت بالربّ بسلام في السنة 893م، لم تكُن قد جاوزت الأربعين من عمرها. رفاتها اليوم محفوظة في مقرّ البطريركيّة المسكونيّة.