وُلد القدّيس فيليبّس في السنة 1507م. ترهّب في دير سولوفسكي، امتاز بفضيلته واستقامته. اختير رئيسًا للدّير رغمًا عنه، ثمّ اختير متروبوليتًا على موسكو في السنة 1566م. لم يكن يهاب غير الله وله محبّة متّقدة للشعب المقهور. كان يلوم القيصر إيفان الرّهيب على فظائعه. عمِل بالسِرّ أوّلًا، ولمّا لم ينفع رفع الصوت في العلن، وهتف به من على كرسيّه في كاتدرائيّة الرّقاد: “يا سيّد، نحن نقدّم هنا ذبيحة غير دمويّة فيما خَلف هذا الهيكل يسيل دم المسيحيّين”. فاغتاظ القيصر وهدّده وأمَره بأن يسكت فرفض لأنّه هو يطيع فقط الربّ والكلمة الإلهيّة. ورغم الغبطة التي شملت الشعب بسبب موقف القدّيس غير أنّ الخوف كان قد شلّ الجميع. أمّا القيصر فدعا إلى مجمع أساقفة تابعين له وأطاح بفيليبّس وحكم عليه بالنفي إلى دير أوتروخ حيث أقام راهبًا بعض الوقت إلى أن أرسل إليه القيصر عاملًا خنقَه حتّى الموت وكان ذلك عام 1569م.