تذكار القدّيس الشهيد بوليفكتس (+القرن الثالث الميلاديّ)

mjoa Tuesday January 9, 2024 266

Martyr Polyeuctus of Melitene, in Armeniaلمّا انطلقت شرارة اضطهاد المسيحيّين أيّام الإمبراطور الرّوماني داكيوس(249 -251 م)، كان بوليفكتوس ونيارخوس صديقَين حميمَين، كلاهما كان ضابطًا في الفرقة الرّومانية الثانية عشرة المتمركزة، آنذاك، في ملاطية الأرمنيّة. نيارخوس، من ناحيته، كان مسيحيًّا فيما كان بوليفكتوس وثنيًّا رغم الفضائل الجمّة التي كان يتمتّع بها. فلمّا صدرالمرسوم الأوّل للاضطهاد موجِبًا على العسكريّين تقديم الذبائح للأوثان علنًا علامة ولاء للعبادة الرّسمية الخاصة بالإمبراطور، أبدى نيارخوس لصديقه بوليفكتوس، حزينًا، أنّ هذا المرسوم سوف يكون حدًّا يفصل بينهما إلى الأبد. وإذ كان قد سبق لبوليفكتوس أن اطّلع، جزئيًّا، على دين يسوع المسيح من خلال أحاديثه مع صاحبه، فقد أجابه بوجه طافح بالبشر: “كلّا لا شيء يفصلنا الواحد عن الآخر! فالبارحة مساءً، ظهر لي المسيح الذي تعبده أنت في رؤيا وألبَسني حلّة منيرة بعدما جردّني من ثوبي العسكريّ وأهداني فرسًا مجنّحًا. هذه الرّؤيا لم يفهم بوليفكتوس معناها إلى تلك اللّحظة، لكنّ الأمور تبدو له الآن أكثر وضوحًا، فإنّه مزمع أن ينتقل قريبًا إلى السماء ليُحصى في عداد كتيبة الشهداء الظافرين المجيدة. ولكن كيف ذلك ولم يصر بعد مسيحيًّا؟! الحقّ أنّه كان مسيحيًّا من زمان ولكن بالنيّة والاستعداد الطيّب ولمّا ينقصه غير الاسم والختم الإلهيّ بالمعمودية. فلمّا أفضى بوليفكتوس لصديقه بما في سرّه أخذ كلّ منهما يشجّع الآخرعلى احتقار الخيرات العابرة والمباهج الوقتيّة ابتغاء للغبطة السماويّة. ولمّا أحاط نيارخوس صديقه عِلمًا بأنّ الاستشهاد بديل عن المعموديّة وكلّ احتفال آخر. وهو كاف، بحدّ ذاته، لضمّنا إلى جنديّة المسيح وإحياء المسيح فينا، تلظّى بوليفكتوس شوقًا للشهادة وقال: ” لم أعد أفكّر إلّا بالسماويّات ولي المسيح ماثلًا أمام عينَي روحي وبهاؤه يضيء وجهي. هيّا بنا معًا إلى آلام الشهادة. لنخرج ونقرأ المرسوم الإمبراطوريّ!”

طروبارية القدّيس بوليفكتس
شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنّه أحرز قوّتك فحطّم المغتصبين، وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلات شهيدك بوليفكتس أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share