تذكار القدّيس البارّ كسينوفون ورفقته (+ القرن السادس الميلاديّ)

mjoa Friday January 26, 2024 289

Xenophone and Friends

كسينوفون هو أحد رجال المشيخة المعروفين في مدينة القسطنطينيّة، زوجته مريّا امرأة فاضلة. وولدَيه أركاديوس ويوحنّا، وقد نعِما بفرص تعليميّة جيّدة. وكان أن تعرّض المركب الذي كان ينقل الصبيّان إلى بيروت لعاصفة مجنونة فتكسّر، ونجا الصبيّان ، ووُجد كلّ منهما في موضع لا يدري به أخوه، وظنّه أنّ أخاه قضى وهو وحده باقٍ على قيد الحياة. ترهّب أحدهما وهو يوحنّا في أحد أديرة لبنان، فيما انتقل الثاني، أركاديوس، إلى الأرض المقدّسة حاجًّا، وهناك التقى شيخًا قدّيسًا له موهبة التبصّر، فاحتضنه وطمأنه إلى أخيه ووالدَيه ووعدَه بأنّه سيلتقيهم، بنعمة الله ، في الوقت المناسب، ثمّ أخذه ورهبنه في دير القدّيس خاريطون، جنوبي بيت لحم وغربي البحر الميت. أوفد كسينوفون أحد خدّامه إلى بيروت ليستطلع حالة ولدَيه، فالتقى الرّسول أحد الخدّام السابقين للشابَين وكان في حلّة رهبانيّة أخبره بأنّ المركب غرق ولا يعرف شيئًا عن الشابَين، وأغلب الظنّ أنّهما هلِكا في البحر.
ثمّ عاد الرّسول إلى القسطنطينيّة وأطلع مريّا على ما اجتمع لديه من معلومات، وأخبرت هي زوجها بأنّ ولديهما غرقا في طريق عودتهما إلى بيروت. فصمَتَ كسينوفون من هول المفاجأة، ثمّ تنهّد وقال: “الربّ أعطى والربّ أخذ فليكن اسم الربّ مباركًا!”. وفي تلك اللّيلة لبِس الزوجان المسوح وأقاما في الصلاة طول اللّيل. وفي الصباح الباكر قرّرا الحجّ إلى الأماكن المقدّسة في فلسطين. Xenophone Wife and Kidsبلغ كسينوفون ومريّا أورشليم فالتقاهما الشيخ القدّيس الذي التزم أركاديوس راهبًا، وعرَفهما بالرّوح، فقال لهما عن ابنيهما أنّهما ما زالا على قيد الحياة وسوف يلتقيانهما بعد عودتهما من زيارة أديرة الأردن. في تلك الأثناء خرج يوحنّا من ديره طالبًا وجه الأرض المقدّسة حاجًّا، وكذا فعل أركاديوس، فالتقيا في الجلجثة عند الشيخ الذي جاءاه مستبركَين مسترشدَين. ثمّ بعد يومَين عاد كسينوفون ومريّا ورغبا في زيارة الشيخ. فلمّا وصلا إلى هناك لاحظا شابّين، هما اللّذان قاما بخدمة المائدة، وكان هذان الشابّان لطيفَين، هادئَين، متماسكين، فلم يعرفاهما لأنّهما كانا قد تغيّرا من النسك والسهر وأتعاب الرّهبنة. فلمّا سأل الأبوان عن الشابين من يكونا ومن أين أتيا عرفا أنّهما ولداهما فانفجرا فرحًا وشكرا الله جزيلًا على لطفه وتدبيره. وخرج الأخوَين برفقة الشيخ إلى الصحراء ليتمّما نذرهما، فيما وزّع الزوجان ثروتهما على الفقراء وترهّبا. وقد أتمّ الأربعة سعيَهم الرّهابنيّ إلى أن تكمّلوا في الفضيلة وانضمّوا إلى معشر القدّيسين.

طروبارية القدّيس كسينوفون ورفقته
يا إله آبائنا الصانعَ دائمًا بحسبِ وداعتكْ لا تبعد عنّا رحمتك، بل بتوسّلاتهم دبّر بالسلامة حياتنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share