القدّيس ثيودوروس البيزنطيّ

mjoa Saturday February 17, 2024 244

all_saints كان عمر القدّيس ثيودوروس عندما استَشهد واحدًا وعشرين عامًا. نشأ في قرية قريبة من مدينة القسطنطينيّة. تتلمَذ لرسّام مسيحيّ كان يعمل في قصر السلطان العثمانيّ محمود. ومع أنّه تربّى على التُّقى والصلاة وقراءة الكتب المقدّسة غير أنّ مناخ القصر وعِشرة المترفّهين أيقظت وغذّت فيه حبّ اللّذة. وإذ صغرت في عينيه قيمة انتمائه إلى كنيسة المسيح وبان له الإسلام مجالًا واسعًا لإشباع ما لذّ له وطاب من مُتع الحياة الدّنيا، كفَر بالمسيح واقتبل الإسلام. أطلق العنان لرغائب الجسد ثلاث سنوات. فجأة ضرب البلاد الطاعون ولمّا يوفّر وسَطًا، حتّى أهل القصر لحق بهم نصيب من الموت. هَول الصدمة، والناس يتساقطون كأوراق الخريف، نبَّه ثيودوروس من سبات شهواته فعاد إلى نفسه. ندم على فعلته ندمًا شديدًا، غادر القصر متخفّيًا، وتصالح والكنيسة بمسحة الميرون. الاتّجاه العام كان أنّ مَن يكفرون بالمسيح لا يُستعادون إليه إلّا ببذل الدم اعترافًا به.  قرأ أخبار الشهداء الجدد. شيء من روح الشهادة أخذ يتحرّك في نفسه إلى أن قرّر أن يسير في ركب من قرأ سِيَرهم، فخرج إلى جزيرة ميتيلين، لبِس لباس المسلمين وجاء إلى القاضي، يوم الخميس من الأسبوع الأوّل من الصوم الكبير، رفع عمامته الخضراء وطرحها أرضًا داسها معلنًا ارتداده عن الإسلام وعودته إلى المسيحيّة. فوجىء القاضي بمنظره وظنّه ممسوسًا، أودعه السجن وكبّله بالأصفاد تاركًا للجلاّدين جلده وشتمه ما طاب لهم. في اليوم التالي ضُرب على قدميه ثلاثمائة ضربة، ثمّ تُرك لمن يشاء من الحاضرين أن يروي غليله منه وبعد تعذيبه شنقوه وهكذا استشهد للربّ.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share