تذكار القدّيس العظيم في الشهداء ثيودوروس الأوخابيطيّ المجنَّد (القرن الثالث- الرّابع الميلاديّ)

mjoa Saturday February 17, 2024 289

theodore_tyroهو المعروف بالقدّيس ثيودوروس التيرونيّ، أي المنتمي إلى الفيلق التريانيّ، والأوخاييطيّ نسبة إلى أوخاييطا البنطيّة التي ضمّت رفاته، وهي تبعد عن أماسيا سفر يوم واحد. بعض الدّارسين يظنّ أنّه جاء من سورية أو أرمينية. ترافق وروده إلى أماسيا، وحرب دموية اندلعت، في الإمبراطوريّة على المسيحيّين، وقد خُيّر المسيحيّيون بين نكران الله الحيّ والموت. فانبرى “جنديّنا الجديد” والذي نشأ على التّقوى وامتلأ من الربّ يسوع المسيح، لهذه المواجهة. ولم يستسلم للخوف ولا صمتَ جبنًا ولا حيطة ولا حذرًا. اجتمع حاكم أماسيا والمحكمة العسكريّة على ثيودوروس وسألوه: ” لما لا تُكرم الآلهة التي سُرَّ الأباطرة أن يُكرمها خدّامهم؟” فأجاب: “لستُ أعرف البتّة آلهة كثرًا، لم يكن هناك أبدًا غير إله واحد. فأنتم في الضلال إذ تطلقون على الشياطين اسم الله، وهي أرواح خبيثة محتالة. أمّا أنا فإلهي يسوع المسيح، ابن الله الوحيد. جسدي سوف ينعم بالغبطة إن توجّع، في كلّ أعضائه، من أجل خلقه”. فرأى الطغاة شابًّا يشتاق إلى الشهادة. وحين أخرَسَ القدّيس سخرية الضابط الوثنيّ، كظم المستبدّون غيظهم وتكلّفوا الظهور بمظهر التسامح. فأطلق القضاة ثيودوروس لبعض الوقت وانصرفوا. وكان في أماسيا هيكل لأمّ الآلهة أقامه الوثنيّون على ضفّة النهر. فدخل القدّيس إليه وأشعل فيه النار، فأتت على المكان برمّته، في ساعات قليلة، واستحال رمادًا. وضجّت المدينة ! ماذا جرى؟ من الفاعل ؟!
فرفع ثيودوروس صوته عاليًا: “أنا أحرقته!” وأخذ يسخر من الوثنيّين علنًا مستهزئًا بما كانوا يبدونه من أسف على خسارة هيكلهم وإلهتهم. فأرسَل القضاة للقبض عليه، ورأوا أنّه لم يفقد شيئًا من صلابته ولا بانت عليه علامات الخوف من التعذيب. ونصحهم بألّا يتعبوا عبثًا بتقديم عروض تمجّها نفسه. وأبدى شفقة على الأباطرة إذ يظنّون أنّهم يزيدون تيجانهم بهاء ولباسهم الأرجوانيّ رونقًا إن تزيّوا بالزيّ الكئيب الذي يتزيّى به مقرّبو الذبائح. ولمّا رأى القضاة أنّ جهودهم لاستعادة ثيودوروس ذهبت هباء حكموا عليه بالموت حرقًا. وقد وَرَد في عظة خريسيوس الكاهن الأورشليميّ (+479 ) أنّ سيّدة غنيّة اسمها أفسافيا أخذت رفاته وابتنت لها ضريحًا. ولعلّ موضع هذا الضريح كان أوخاييطا.

طروبارية القدّيس ثاودوروس
عظيمةٌ هي تقويمات الإيمان، لأنَّ القديس الشهيد ثاودورس، قد ابتهج في ينبوع اللّهيب كأنَّه على ماء الرّاحة، لأنَّه لمّا أُحرقَ بالنار قُدِّمَ للثالوثِ كخُبزٍ لذيذ. فبتوسُّلاته أيّها المسيح الإله خلِّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share